بدأت تركيا تجهيز عدد كبير من الأقنعة الواقية لقواتها من الغازات والأسلحة الكيماوية والجرثومية، فيما يناقش وفد رفيع من وكالة الاستخبارات الاميركية سي آي اي برئاسة مساعد مديرها جون مكلافلين في أنقرة خطة اميركية للسيطرة على مدن شمال العراق وجنوبه، والتعاون العسكري والاستخباراتي مع الأتراك في الشمال. وتنوي واشنطن الاستيلاء على كركوك والموصل، في اطار سيناريو الحرب المتوقعة على العراق. وفي سياق السيناريو ذاته، يجري وفد اسرائيلي برئاسة الوزير دان مريدور محادثات غداً في واشنطن ستركز على "اليوم التالي للحرب"، وسيقدم ورقة اعدتها وزارة الدفاع ومجلس الأمن القومي في اسرائيل. ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مصدر سياسي ان الوفد سيقترح تشكيل فريق عمل مشترك يكون حلقة وصل بين اسرائيل والجهات العراقية المتوقع تسلمها السلطة في بغداد بعد "اطاحة سريعة" للرئيس صدام حسين، كما تتناول محادثات وفد مريدور الأوضاع على الحدود اللبنانية، اذ تأمل تل ابيب بأن "يكبح" انتصار عسكري اميركي على نظام صدام، ايران وسورية للكف عن دعم "حزب الله" و"أخذ العبرة" من مصير النظام العراقي. في انقرة، بدأ مساعد مدير ال"سي آي اي" محادثات مع المسؤولين الأتراك، تتناول الإعداد لتعاون عسكري واستخباراتي في شمال العراق، اثناء العملية العسكرية الاميركية المتوقعة، ويترأس مكلافلين وفداً من يضم 25 مسؤولاً وعنصراً، وتزامن وصوله مع عودة رئيس الأركان التركي الجنرال حلمي اوزكوك من زيارة لواشنطن استمرت ستة ايام. والتقى الوفد مسؤولين في الخارجية وقيادة الأركان العسكرية والاستخبارات التركية، ويسعى الى مناقشة خطة اميركية للسيطرة على الوضع في مدن شمال العراق وجنوبه بعد بدء القصف الجوي. ويحاول الاميركيون اقناع أنقرة بتعاون اميركي - كردي - تركي للسيطرة على شمال العراق عسكرياً وادارياً، وتأمين الاتصالات والمواصلات بين مدن كردستان العراق والموصل وكركوك اللتين تنوي القوات الاميركية دخولهما والاستيلاء عليهما، ما يحتاج الى دعم وتنسيق عسكري واستخباراتي مع الأكراد والاتراك الذين سيكونون قد دخلوا محيط تلك المناطق، حتى خط العرض 36، وذلك لأسباب يصفها الأتراك بأنها "انسانية" لحماية التركمان والأكراد من أي هجوم للجيش العراقي. وتسعى انقرة الى اقناع الوفد الاميركي بإسقاط دور الأكراد أو تهميشه الى أقصى حد، تفادياً لمطالبتهم بدور في تحديد مستقبل العراق، في مقابل ما يقدمونه أثناء عملية تغيير النظام في بغداد.