أعلن "المكتب المغربي للسكك الحديد" امس عن قرب التعاقد مع المصنع الايطالي "بريدا انسالدو" لتصنيع قطارات حديثة من طابقين بكلفة 150 مليون دولار تدخل الخدمة مطلع سنة 2005 على خط الدار البيضاء - الرباط - فاس. وقال المكتب ان الشركة الايطالية فازت بمناقصة دولية أمام المجموعة الفرنسية - البريطانية "الستوم" وشركات أوروبية اخرى لشراء 24 قطاراً عصرياً "لأنها قدمت أفضل العروض لجهة التصميم وسلامة الرحلات والقيمة المالية للصفقة التي تقدر بنحو 1.55 بليون درهم". وستحل القطارات الايطالية الجديدة محل قطارات اخرى قديمة كان المكتب اشتراها من شركة "بومباردييه" في الثمانينات. وسيوقع "مكتب السكك الحديد" وشركة "بريدا" عقداً يحصل بموجبه على 24 قطاراً من طابقين منها 9 قطارات عالية الجودة والخدمات، مشيراً الى ان بوسع القطار الواحد نقل 400 مسافر بسرعة تصل الى 160 كيلومتراً في الساعة. وقال المكتب انها من الجيل الجديد الذي يتضمن معدات توفر "أقصى درجات الراحة والأمان للمسافرين"، وتلبي زيادة الطلب على خطوط الدار البيضاء - الرباطوالدار البيضاء - فاس التي يتنقل عبرها نحو 10 ملايين مسافر سنوياً. وكان المكتب الذي يستعد للانتقال الى القطاع الخاص أعلن برنامجاً استثمارياً بقيمة 500 مليون دولار، على مدى السنوات الثلاث المقبلة، واقترض من السوق المالية المحلية مبالغ مماثلة لتسوية أوضاع العاملين الذين سيحالون الى التقاعد في مسعى لتقليص حجم العمالة قبل فتح رأس مال المكتب أمام استثمارات القطاع الخاص. وتقضي الخطة بتحويل "مكتب السكك الحديد" الى ثلاث شركات تقنية وتجارية وتدبيرية، على ان تبقى تجهيزات السكك الحديد والبنى التحتية تحت مراقبة الدولة ويُسمح للقطاع الخاص بتشغيل بعض الخطوط واستيراد عربات خاصة لتنويع الخدمات واعتماد اسعار تذاكر مختلفة على الرحلة نفسها. وقال وزير النقل عبدالسلام زنيند ان تخصيص بعض نشاط المكتب ضروري لانقاذ قطاع السكك الحديد الذي يحتاج الى مبالغ ضخمة لصيانة السكك والمعدات وشراء القطارات الجديدة. يذكر ان المكتب الذي يعود تاريخه الى عام 1911 حقق العام الماضي ايرادات بلغت نحو 200 مليون دولار من خلال نقل 15 مليون مسافر و13 مليون طن من السلع، وهو يمتد 1900 كيلومتر.