وجهت السلطات المصرية ضربة جديدة إلى جماعة "الإخوان المسلمين" اذ اعتقلت 28 من قادة الجماعة من بين 30 شخصاً دهمت قوات الأمن منازلهم ولم يعثر على اثنين منهم. واتهمت السلطات هؤلاء ب"السعي إلى إثارة الجماهير واستغلال القضية الفلسطينية لمحاولة الإيحاء بتخاذل الدولة في نصرة الشعب الفلسطيني والإعداد لتظاهرات للإساءة إلى الحكومة ودفع الجماهير إلى الخروج عن النظام العام". ولوحظ أن العملية استهدفت عناصر يعتقد أنها تتولى مواقع مهمة في الجماعة، واتسعت لتشمل ثلاث محافظات هي القاهرة والجيزة والقليوبية، ما ذكّر بحملة في تشرين الثاني نوفمبر الماضي حين ألقت السلطات القبض على 22 من قادة "الإخوان" على رأسهم الأمين العام للجماعة الدكتور محمود غزلان وجهت اليهم اتهامات مشابهة على خلفية الاحتقان في المجتمع المصري والغضب الشعبي ضد إسرائيل بسبب المذابح في الأراضي الفلسطينية. وأحيل غزلان وزملاؤه لاحقاً على محكمة عسكرية ينتظر أن تصدر أحكاماً في 30 تموز يوليو الجاري. وقال المحامي عبدالمنعم عبدالمقصود إن "أعداداً كبيرة من قوات الأمن في المحافظات الثلاث دهمت منازل قادة الإخوان وألقت القبض على 28 منهم وصادرت كتباً ووثائق ومتعلقات شخصية بينها أجهزة كومبيوتر وديسكات". وحصلت "الحياة" على قائمة بأسماء المتهمين الذين مثلوا مساء أمس أمام نيابة أمن الدولة العليا، ولاحظ مراقبون أن الحملة استهدفت قادة فاعلين في النشاط التنظيمي دون الذين يقتصر عملهم على التعاطي مع وسائل الإعلام. ما يرسخ الاعتقاد بأن الحكومة ضاقت بنشاط "الإخوان"، خصوصاً تحريك الجماهير في تظاهرات. وكانت أجهزة الأمن أوقفت الشهر الماضي أكثر من مئة من عناصر الجماعة في محافظة الاسكندرية، واتهمتهم باستغلال تبرعات جمعوها من المصلين في المساجد وإنفاقها على حملة انتخابية لاثنين من مرشحي الجماعة بينهما سيدة خاضت انتخابات فرعية في دائرة الرمل، ونفى "الإخوان" تلك الاتهامات وردوا بأن الحكومة زورت الانتخابات التي فاز فيها مرشحا الحزب الوطني الحاكم.