أعلن وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد الذي زار الهند أمس قبل توجهه الى باكستان في مسعى لتثبيت مسيرة التهدئة الهشة بين البلدين ان هناك "دلائل" على ان عناصر من "القاعدة" يعملون قرب خط الهدنة في كشمير، واقترح نشر نظام مراقبة يكشف عمليات التسلل في الاقليم. وفيما نفى الاميركيون تقارير صحافية عن اقتراح بنشر قوات برية أميركية بين الهندوباكستان تحت غطاء "الحرب ضد تنظيم القاعدة"، أعلنت نيودلهي تكثيف المراقبة على حدودها الشرقية مع بنغلادش تحسباً لتسلل عناصر من "القاعدة"، وطالبت اسلام آباد الهند باتخاذ مزيد من اجراءات التهدئة. نيودلهي - أ ف ب، رويترز - اعلن وزير الدفاع الاميركي ان هناك اثباتات تشير الى وجود لتنظيم "القاعدة" في كشمير. وأبلغ الصحافيين اثر لقاء مع رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي في نيودلهي لنزع فتيل التوتر العسكري بين الهندوباكستان في اطار النزاع على كشمير الذي اقترب بالبلدين من شفا الحرب: "لمست اشارات تدل في الواقع على ان عناصر من القاعدة ينشطون فعلياً في المنطقة التي نتحدث عنها قرب خط المراقبة" الفاصل بين شطري كشمير الهنديةوالباكستانية. لكنه اضاف: "ليس في حوزتي دلائل دامغة حول عددهم بالتحديد او هوياتهم او موقعهم بالضبط". وتزعم نيودلهي ان مقاتلين من "القاعدة" وحركة "طالبان" انتقلوا الى كشمير بعدما اضطروا للهرب من افغانستان اثر الحرب التي قادتها الولاياتالمتحدة على الارهاب هناك. واعلنت الشرطة الهندية أمس ان السلطات في ولاية البنغال الغربية شمال شرق اعتقلت 16 مهاجراً غير شرعي من بنغلادش يشتبه باقامتهم علاقات مع تنظيم "القاعدة". وقال مسؤول هندي ان بلاده كثفت من مراقبة حدودها الشرقية مع بنغلادش في اعقاب تقارير استخباراتية تحدثت عن ان عملاء للاستخبارات الباكستانية وناشطين من "القاعدة" ربما يستخدمون المنطقة للتسلل الى الاراضي الهندية. ورأى ان "الضغط على باكستان للحد من التسلل الى جامو وكشمير جعلها تحاول تسريب رجالها بما في ذلك عناصر القاعدة عبر الحدود الشرقية في ظل انتشار بعض قواتنا في الغرب". واتهم الاستخبارات الباكستانية بنقل عملائها وعناصر "القاعدة" عبر البحر الى بنغلادش لاثارة الاضطراب في شمال شرقي الهند وغرب البنغال. الى ذلك، أشاد وزير الدفاع الاميركي بالهند التي اتخذت خطوات "بناءة" لتخفيف حدة التوتر مع باكستان. وقال بعد محادثات مع وزير الدفاع الهندي جورج فرنانديز أن "السلطات الهندية ابدت استعدادها واهتمامها بأن تحل المسائل بطريقة مناسبة". وأكد ان الرئيس الاميركي جورج بوش ووزير الخارجية كولن باول يوليان "اهتماماً عميقاً للعلاقات مع الهند" ويرغبان في تهدئة التوتر بين نيودلهي واسلام اباد. نظام مراقبة وأعلن مسؤول اميركي ان رامسفيلد اقترح نشر نظام مراقبة اميركي يكشف عمليات التسلل على الحدود في كشمير. وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه ان رامسفيلد قدم هذا العرض الى الهند خلال لقائه مستشار الامن القومي في الهند براجيش ميشرا. وخلال اللقاء اعتبر رامسفيلد انه سيكون من الضروري تقويم الوضع على الارض لتعزيز الثقة بين البلدين، موضحاً ان الولاياتالمتحدة مستعدة لتقديم مساعدة عبر اقامة نظام مراقبة يكشف عمليات التسلل. ونفى المسؤول ما ذكرته صحيفة "تايمز اوف انديا" الهندية أمس من ان واشنطن اقترحت على الهندوباكستان نشر قوات خاصة في ولاية كشمير الهندية. وقال: "يجب عدم تصديق هذه الاخبار في أي حال من الاحوال". وأشارت الصحيفة الى انه في حال الموافقة على هذا "الاقتراح" سيتم نشر "عدد قليل" من الجنود في اجراء ستعلن الهندوالولاياتالمتحدة "رسمياً" انه يندرج في اطار "الحرب ضد تنظيم القاعدة". وأضافت ان الجانبين "لن يشيرا" الى خط المراقبة الذي يفصل بين الهندوباكستان في كشمير ولا الى "ضرورة التحقق ميدانياً" من مدى تنفيذ تعهد الرئيس برويز مشرف وقف عمليات تسلل المقاتلين الكشميريين. واكدت ان الهدف من نشر هذه القوات سيكون عملياً مراقبة خط المراقبة، موضحة ان قوات تساندها مروحيات او على متن طائرات مراقبة يمكن ان تتمركز على الجانب الباكستاني من خط المراقبة في كشمير. يذكر ان الهند رفضت في الماضي فكرة نشر قوات دولية في كشمير يمكن ان تؤثر في سيادتها على المنطقة، على حد تعبيرها. وسجل بعض الانفراج في الايام الماضية بين الجانبين، وسحبت الهند سفنها الحربية من قرب المياه الباكستانية واعادت فتح مجالها الجوي امام الطائرات الباكستانية في اطار خطوات لتخفيف التوتر. لكن باكستان جددت مطالبة الهند باتخاذ اجراءات اضافية لخفض التوتر العسكري، معتبرة ان الاجراءات التي اعلنتها نيودلهي حتى الآن "لا تمس الاسباب الرئيسية للتوتر". وجاء في بيان للخارجية الباكستانية: "اننا واثقون من ان الحكومة الهندية ستعلن قريباً اجراءات اخرى تؤدي الى استئناف حوار جوهري حول النزاع بين البلدين خصوصاً حول كشمير التي تمثل القضية الاساسية".