رفض المدرب خالد القروني الدخول في عملية التوقعات عن نتيجة مباراة المنتخب السعودي ونظيره الكاميروني اليوم ضمن المجموعة الخامسة من نهائيات كأس العالم لكرة القدم، وأكد أن الخسارة الكبيرة امام ألمانيا لم تكن متوقعة "المستوى المتواضع الذي قدّمه لاعبو "الأخضر" في مباراتهم الافتتاحية قد يتغير أمام الكاميرون الباحث بدوره عن نقاط الفوز التي ستكون دافعًا له للتمسك في بلوغ الدور الثاني بعد خسارته نقطتين مهمتين أمام جمهورية إيرلندا". وأضاف: "يصعب أن يقدم اللاعبون السعوديون مردودًا إيجابيًا كبيرًا في لقاء اليوم، والمهم أن يقدّر المدرب ناصر الجوهر جيدًا المنتخب المنافس الذي لا يقل خطورة البتة عن نظيره الألماني". وأكد القروني "على لاعبينا التحرر من الثقة الزائدة، والتي تفاعلت بعد الفوز على السنغال في المباراة التجريبية الأخيرة في الرياض، وعلى اعتبار أن السنغاليين نالوا من الفرنسيين حاملي اللقب في مباراة الافتتاح". ولفت القروني الى أن تشكيلة "الأخضر" المثالية يجب أن تضم محمد الدعيع وعبدالعزيز الخثران وعبدالله سليمان ورضا تكر وفوزي الشهري ومحمد شلية ومحمد نور خميس العويران وابراهيم السويد ونواف التمياط وعبدالله الواكد وعبيد الدوسري وعبدالله الجمعان الحسن إليامي، "ما يعني زجّ ثلاثة مدافعين وتولي الظهيرين دعم خط الوسط المؤلف من خمسة لاعبين سعيًا الى إرهاق خط الوسط الكاميروني. وعلى أحد عناصر الجوهر التواجد ضمن منطقة المنافسين لاستغلال الأخطاء التي قد يقع فيها مدافعو الكاميرون، وأفضّل أن يتولى الدوسري هذه المهمة لأنه يجيد التصدي للكرات العالية، وإبقاء الجمعان متحفزًا على مقربة منه لاستغلال قوة قدمه اليسرى". مسعد من جهته، توقع اللاعب الدولي السابق خالد مسعد أن يظهر "الأخضر" اليوم بمستوى جيد، ويمحي الصورة الهزيلة التي بدا فيها أمام ألمانيا، وأكد "أنه تلقى درسًا قاسيًا في المباراة الأولى أعادته الى رشده". واعتبر أن اللاعبين الحاليين لم يستوعبوا قوة الألمان الحقيقية ما جعلهم يواجهوه بطريقة لعب تناسب طرفًا يوازيهم قوة. ولفت مسعد الى أن المنتخب الهولندي الذي لعبوا ضده في مونديال 1994 لم يكن أسهل من المنتخب الألماني في المونديال الحالي، وعلى رغم قوته نجح لاعبو "الأخضر" ومدربهم الأرجنتيني خورخي سولاري بإحراجه والخروج بنتيجة لم تكن سيئة عندما خسروا 1-2 "واجهنا محترفي هولندا عندما لعبنا للمرة الأولى في المونديال، ولكن لم نحاول أن نمنحهم فرصة التحرك بحرية لأننا ندرك قوتهم". وأضاف: "يجب أن ترتفع الروح المعنوية لدى لاعبينا ومن دونها لا يمكن مواجهة المنتخبات المنافسة في المجموعة". ولم يستبعد أن ينافس منتخب بلاده على البطاقة الثانية في المجموعة في حال معالجة الجوهر الأخطاء التي وقع فيها الفريق في المباراة السابقة. ولفت الى أن الخسارة بثمانية أهداف لن تكون نهاية سمعة الكرة السعودية لأن المهم ما سيقدمه المنتخب في المباريات المقبلة، خصوصًا أن متابعي كرة القدم في العالم لا يهتمون بالماضي بقدر اهتمامهم بالحاضر: "خسرت الكاميرون بستة أهداف في مونديال 1990 و1994، وعلى رغم الهزيمتين لا تزال تحظى باحترام المتابعين لأنها تملك منتخبًا قويًا في هذه البطولة". خليفة وحذّر النجم السابق صالح خليفة من مغامرة الهجوم الطائش، وشدد على عواقب الاندفاع الحماسي العشوائي غير المركز في مباراة اليوم، وقال أحد أبرز نجوم خط الوسط في الثمانينات: "أتوقع أن يدخل منتخب المملكة المباراة اليوم مشحونًا معنويًا ونفسيًا لتعويض خسارته القاسية الأولى التي مني بها ومن أجل رد اعتباره واسترداد سمعته التي اهتزت". وأكد أن الحماسة واللعب بجدية أمران مطلوبان بل وضروريان "لكن أحذّر من الاندفاع العشوائي غير المنظم". وأشاد خليفة بمستوى المنتخب الكاميروني ونجومه المحترفين في أندية أوروبية، مؤكدًا أنه منتخب قوي ومنظم ومتكامل الصفوف، وصاحب نتائج كبيرة عالميًا وأفريقيًا. وطالب عناصر دفاع "الأخضر" باتخاذ جانب الحيطة والحذر "لأن الهجوم الكاميروني يتميز بالسرعة ويضم لاعبين موهوبين يعرفون طريقهم نحو المرمى". ووصف المباراة بأنها "مصيرية لأن الفوز فيها ربما يمهد للتأهل الى الدور الثاني". وأوضح خليفة أن المنتخب السعودي لم يقدم نصف مستواه في مباراته الأولى بل عرضًا باهتًا ومتواضعًا لا يتناسب وسمعة الكرة السعودية الآسيوية في الوقت الذي قدمت المنتخبات الآسيوية الأخرى عروضًا مقنعة. وجدد ثقته باللاعبين القادرين على التعويض.