واشنطن - أ ف ب، رويترز- أعلنت مصادر حكومية أن الاستخبارات الاميركية رصدت اتصالين في اليوم السابق لهجمات 11 أيلول سبتمبر الماضي، أشارا الى أن حدثًا مخططًا له سيقع في اليوم التالي لكن مضمون هذين الاتصالين لم يترجم إلا في 21 من الشهر أي غداة الهجمات. وبثت شبكة "أي بي سي" التلفزيونية الاميركية أول من أمس أن وكالة الامن القومي الاميركية أن أس أي التي تقوم بالتنصت في العالم لمصلحة الولاياتالمتحدة، التقطت رسالتين على الاقل في 10 أيلول الماضي، تشيران الى أن حدثًا كبيرًا سيقع في اليوم التالي. وجاء في الرسالتين اللتين كانت الشبكة التلفزيونية كشفت وجودهما في السابع من حزيران يونيو الماضي، من دون تحديد تاريخهما ولا مضمونهما الدقيق: "غدًا هو اليوم المحدد" و"المباراة تبدأ غدًا". ولم تتضمنا أي تفاصيل بشأن توقيت الحدث الذي سيقع أو مكانه أو طبيعته. وتتعامل وكالة الامن القومي مع كم ضخم من الاتصالات من أنحاء العالم بلغات مختلفة عدة. وقال مصدر في الاستخبارات الاميركية أنه لم يكن في الامكان اتخاذ أي إجراء على أساس هذه الرسائل الغامضة. وقال: "أحيانا تحصل على ضوضاء غامضة وشخص يتحدث في الخلفية ولا تعرف من الذي يتحدث". وقال مسؤول أميركي أن الرسالتين كانتا غير محددتين وأنه حتى لو تمت ترجمتهما في اليوم ذاته، ما كانتا ستشيران الى أي تحذيرات. وكان مدير وكالة الامن القومي الليوتنانت جنرال مايكل هايدن بين المسؤولين الذين أدلوا بشهادتهم هذا الاسبوع في جلسات استماع مغلقة للجنتي الاستخبارات في مجلسي الشيوخ والنواب، خلال تحقيق مشترك عن أوجه فشل عمل الاجهزة في تحليل المعلومات المتعلقة بهجمات 11 أيلول. وفي غضون ذلك، توجه رئيس إدارة الامن الداخلي في الولاياتالمتحدة توم ريدج الى الكونغرس أمس للادلاء بشهادته في شأن خطة الرئيس جورج بوش لانشاء وزارة أمن داخلي تنسق بين نشاطات الاجهزة لمكافحة هجمات إرهابية محتملة. ويواجه ريدج وابلاً من الاسئلة التي تراوح بين تكاليف هذه العملية وما إذا كانت مشكلات جمع معلومات المخابرات ستحل. وقال السناتور الديموقراطي جوزيف ليبرمان رئيس لجنة الشؤون الحكومية في مجلس الشيوخ: "في وقت ستدور خلافات بين أعضاء الكونغرس وبين الكونغرس والبيت الابيض، لا أعتقد أن شيئًا سيحول في نهاية المطاف دون إقرار مشروع القانون لانشاء وزارة الامن الداخلي". ورأى بعض المشككين أن الوزارة الجديدة ستفشل في تصحيح مشكلة أساسية كشفتها هجمات 11 أيلول، وهي الفشل المتكرر للوكالات الامنية في تبادل المعلومات. وقالت الادارة الاميركية إن الوزارة الجديدة ستعالج هذه المسألة من خلال القيام بدور مركزي لتبادل المعلومات بين ال"اف بي آي" وال "سي آي أيه" ووكالات استخبارات الاخرى. وقال عدد من أعضاء الكونغرس أن هذا الاجراء قد لا يكون كافيًا وأنه يجب البحث في خيارات أخرى. وقال ريتشارد غيبهارت عضو مجلس النواب الديموقراطي "نحتاج الى جعل مكتب التحقيقات الفيديرالي ووكالة الاستخبارات المركزية يعملان معًا بطريقة أفضل".