حمل رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود باراك سورية ولبنان مسؤولية استقرار حدود اسرائيل الشمالية في وقت يتحرك لبنان في اتجاه مجلس الأمن الدولي لإبلاغه بالاعتداءات الإسرائيلية لأراضيه وأجوائه وخرق القرار الدولي الرقم 425. وقال أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست الإسرائيلية "إن الوضع متوتر، خصوصاً في منطقة مزارع شبعا شمال شرق الحدود الإسرائيلية - اللبنانية، وكما أعلنّا أكثر من مرة، فإننا نحمّل الحكومتين اللبنانية والسورية مسؤولية الهدوء والاستقرار على هذه الحدود"، مؤكداً "أننا سنتحرك ونرد على هذا الأساس". وهدد لبنان "بتكبيده ثمناً غالياً إذا هوجمت أهداف إسرائيلية، واللبنانيون يعون ذلك جيداً وإسرائيل لن تقبل باستمرار حال التوتر على الحدود قرب مزارع شبعا". وقال رئيس هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي الجنرال شاول موفاز بعد لقائه وقياديي شعبة الاستخبارات أعضاء لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، "إن إمكان حصول تدهور اقليمي ومواجهات عسكرية بين اسرائيل وسوريا والعراقولبنان تعززت اخيراً، وأن شعبة الاستخبارات افادت ان احتمالات كهذه لم تكن قائمة منذ سنوات، مستدركاً ان هذه التقارير لا تعني بالضرورة اندلاع مواجهات على مختلف الجبهات غداً او العام المقبل، لكن على الجيش الإسرائيلي أن يكون جاهزاً". ورأى أن تصعيد المواجهات مع الفلسطينيين وإطلاق نار من لبنان على حدوده مع إسرائيل قد يؤديان الى اندلاع مواجهات شاملة مع سورية ايضاً". واستمع المجتمعون الى تقديرات تفيد ان سورية تسعى الى قيادة سياسية راديكالية على الساحة العربية والدولية تمنح دعماً غير محدود ل"حزب الله"، وأنها لا تخشى المواجهة مع إسرائيل على الساحة اللبنانية إذا مست مصالحها فيها وأن التقديرات تفيد ان سورية تعتقد أنها ستخرج منتصرة من مواجهات كهذه لأنها تعتقد أن اسرائيل تعيش الآن أزماناً صعبة تضعف من قوتها". وتطرق موفاز الى العراق قائلاً إن رئيسه صدام حسين اراد من خلال تحرك قوات عراقية نحو الحدود مع الأردن ابلاغ إسرائيل أنه يريد المشاركة الفاعلة في مواجهة مباشرة مع اسرائيل. وفي المقابل، أعلن وزير الخارجية محمود حمود أنه طلب من مندوب لبنان الدائم في الأممالمتحدة سليم تدمري، ابلاغ الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ومجلس الأمن الدولي بالخروق الاسرائيلية الجديدة. ووصفها بأنها "اعتداء على سيادة لبنان وخرق للقرار 425". والتقى حمود السفير البريطاني ديفيد ماكلينن الذي دعا الى "أخذ التهديدات الاسرائيلية على محمل الجد"، مناشداً جميع الأطراف "ممارسة ضبط النفس". وكان الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة رولف كنوتسن أعرب عن "قلقه المتزايد حيال الخروق" الإسرائيلية. وقال: "بات أساسياً وضع حد، من دون أي تأخير اضافي، لها وفقاً لتعهدات الحكومتين المعنيتين". وفي هذا الاطار واصلت الطائرات الحربية الإسرائيلية تحليقها فوق الجنوب وصولاً الى أجواء العاصمة بيروت خارقة جدار الصوت مرتين. ونقلت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية عن مصادر اسرائيلية رفيعة ان "حزب الله كسر القواعد المتعلقة بالحدود حين خطف الجنود الثلاثة بعدما كانت اسرائيل حريصة على احترام سيادة لبنان منذ انسحابها منه". وأكدت ان الجيش الاسرائيلي "يستخدم الطلعات الجوية فوق لبنان بهدف تصوير سورية وتحركات جيشها كما هو معروف". وذكرت أن موقع التزلج في جبل الشيخ أغلق أخيراً بسبب تحذيرات من احتمال قيام "حزب الله" بهجمات وخطف مدنيين وجنود إسرائيليين.