دفنت مفاجآت نهائيات كأس العالم السابعة عشرة لكرة القدم المقامة حالياً في كوريا الجنوبية واليابان وجوهاً بارزة منذ الدور الأول، ولم تكف عن عاداتها في الدور الثاني اذ استمرت في وأد منتخبات لها وزنها على الصعيد العالمي. بدايةً خرجت فرنسا، حاملة اللقب سابقاً، وتلتها الارجنتين والبرتغال... ثم لحقت بها المكسيكوايطاليا، وكل هذه المنتخبات، باستثناء المكسيك ربما، كانت مرشحة للوصول الى الدور نصف النهائي على أقل تقدير. وغداً سيغيب وجه كبير آخر: البرازيل أو انكلترا، لأنهما سيتواجهان معاً في الدور ربع النهائي في مدينة شيزووكا اليابانية في لقاء لا يقبل القسمة على اثنين. وسيكون المأتم كبيراً لأن احد عملاقي هذا المونديال سيغادره رغماً عنه، هكذا شاءت القرعة والنتائج التي تحققت في الدور الأول وحددت مسيرة كل منتخب في الأدوار التالية. ومهما يكن من امر، فإن على عشاق الفن الكروي الرفيع ان يستمتعوا بكل دقيقة من زمن هذه المباراة لأنها فرصة لن تتكرر حتى في اللقاء النهائي المقرر في 30 الجاري في يوكوهاما... وبخروج احد هذين المنتخبين العريقين غداً، ستفقد النهائيات جزءاً كبيراً من وهجها ليس على الصعيد الفني فقط، بل على الصعيد الجماهيري... لأن عشاقهما هم الذين اعطوا حياة للشوارع والميادين باحتفالاتهم ورقصاتهم التي قرّبت اليهم أهل الدار جداً، خصوصاً انها جرت في اجواء رياضية نظيفة. ولا حديث هنا في اجواء المونديال الا عن هذا اللقاء المرتقب، وعندما تسأل أحداً من يتوقع ان يفوز... يتلعثم حتى لو كان خبيراً في شؤون اللعبة او أحد افراد المنتخبين!. وكلما تحدثت الى أحد أعادك الى ذكريات اللقاء الشهير الذي جرى بين المنتخبين قبل 32 عاماً في مونديال المكسيك والذي انتهى بفوز البرازيليين 1 - صفر... وحين تسأله أتعني بذلك ان البرازيل ستفوز هذه المرة أيضاً، يرد على الفور "لا لم أقصد ذلك، ولكنك ذكرتني بهذه المباراة الشهيرة". في أي حال، الأجواء "مكهربة" في معسكري المنتخبين... والبرازيليون اكدوا ان المباراة امام انكلترا شأنها شأن اي مباراة اخرى، وهي لا تحتاج الى اكثر من التركيز الدفاعي وقطع الطريق على خط الوسط الانكليزي بقيادة ديفيد بيكهام. لكن الهداف رونالدو رأى انها تحتاج الى اكثر من فرض رقابة لصيقة على بيكهام "لأن كل عناصر المنتخب الانكليزي جيدة وقادرة على تهديد مرمانا في أي وقت، ونقع في خطأ كبير اذا ركزنا على بيكهام أو على المهاجم مايكل أوين فقط، علماً بأن الاخير مصاب ولن يخوض هذه المباراة. عموماً، سنسعى من جانبنا الى وضع منافسينا تحت ضغط دائم حتى لا يتمكنوا من فرض ايقاعهم على المباراة". والمدرب السويدي زفن غوران اريكسون الذي يقود الانكليز، اكد انه ليس هناك منتخب في العالم معصوماً من الهزيمة "ونحن نملك القدرة على إثبات ذلك". أما المنتخبات الأخرى، فواصلت تدريباتها في شكل اعتيادي ولم يشكو احد من أي اصابات قد تمنع اصحابها من المشاركة في المباريات المقبلة التي تجمع ألمانيا مع الولاياتالمتحدة، وكوريا الجنوبية مع اسبانيا، والسنغال مع تركيا، باستثناء اللاعب الاسباني راوول غونزاليس الذي تخلف عن تدريبات منتخب بلاده. ولا تزال تبعات خروج ايطاليا تتوالى، اذ شن الايطاليون هجوماً واسعاً على الاتحاد الدولي واتهموه بأنه كان مبيت النية لإقصاء منتخبهم أمام كوريا الجنوبية من خلال القرارات التحكيمية العكسية التي أثرت على نتيجة المباراة. لكن المتحدث الرسمي باسم الفيفا كيث كوبر دافع عن حكامه، وأكد ان الاتهامات الايطالية سخيفة وغير مبررة أو مقنعة!. على صعيد آخر، أوقف الاتحاد الدولي اللاعب البرتغالي جواو بينتو الى اجل غير مسمى بعد ان ثبت له انه وجه لكمة للحكم الارجنتيني انخيل سانشيز عندما اخرج له البطاقة الحمراء وأمره بمغادرة الملعب. وستبحث اللجنة التأديبية ملف اللاعب لتحديد فترة الإيقاف المناسبة في شأنه، وتقدير قيمة الغرامة المالية المتوقعة أيضاً.