قالت مصادر مطلعة في الرباط امس، ان قوات الأمن المغربية اعتقلت ثلاثة اشخاص على الاقل في الايام الاخيرة، ينتسبون الى بلدان خليجية، في سياق تحركاتها لتفكيك خلايا تابعة لتنظيم "القاعدة". وأوضحت ان الاعتقالات تمت في مدينتي مراكش واغادير السياحيتين، في ضوء اعترافات افراد خلية القاعدة المعتقلين منذ الشهر الماضي، وهم ثلاثة يحملون الجنسية السعودية. واضافت المصادر ان معلومات لأجهزة الأمن المغربية حول استخدام المتهم زهير الثابتي مقهى للانترنت في الرباط يتصل من خلاله مع مسؤولين في تنظيم "القاعدة"، مكنت من اعتقاله بعد احكام الرقابة على تحركاته. وقالت ان لقب "الدب" الذي يعرف به المتهم، يعزا الى ضخامة جثته. وافادت تقارير اعلامية غربية ان الثابتي يعرف بلقب آخر هو "ابو زبير الهلالي"، وقالت انه "مسؤول كبير في تنظيم القاعدة". ووصفت افادات الثابتي في التحقيق بانها كانت بالغة الاهمية، غير انه لم يتسن التأكيد ما اذا كانت الافادة هي التي ساعدت في اعتقال وترحيل المتهم محمد حيدر زمار الذي يعتقد انه من ابرز من خططوا لهجمات 11 ايلول سبتمبر الماضي. الا ان المصادر اكدت ان السلطات المغربية سلمت المتهم الى سورية في اطار اتفاق للتعاون القضائي. وكان لافتاً ان وزير العدل المغربي عمر عزيمان كان ضمن اعضاء الوفد المغربي الى سورية خلال زيارة العاهل المغربي الملك محمد السادس لدمشق الشهر الماضي. الا ان المصادر اكدت ان اعتقاله في المغرب خلال زيارة قام بها المتهم في كانون الاول ديسمبر الماضي الى مدينة طنجة شمال البلاد، كونه متزوج من امرأة مغربية. لكن التحريات ما زالت متواصلة للبحث عن ناشط آخر ينظر اليه انه من ابرز عناصر المخططين لهجمات ايلول، ويتعلق الامر بالمغربي سعيد بهاجي الذي كان يقيم في المانيا واختفى عن الانظار منذ الهجمات، الا ان افراداً من عائلته وخصوصاً والدته ما زالت تقيم في مكناس على بعد حوالى 120 كلم شمال العاصمة الرباط. وقالت المصادر انها كانت تعتزم توجيه رسالة لحض ابنها على تسليم نفسه في اي مكان يوجد فيه. الى ذلك، وصفت المصادر ذاتها خطوات التنسيق القائمة بين المغرب والسعودية بأنها فعالة. وقالت ان السلطات المغربية أبلغت السعوديين كل المعلومات التي توافرت لديها حول خلية "القاعدة" وجوانب التهم والتحقيقات التي يعتقد انها ساعدت في تفكيك خلايا في السعودية، لكن المسؤولين المغاربة اكتفوا بالتأكيد ان المعتقلين في تنظيم "القاعدة" في المغرب يحملون الجنسية السعودية وانهم سيحاكمون وفق القوانين سارية المفعول. الا ان معتقلين آخرين في تنظيم "القاعدة" لم يعلن عن تقديمهم الى القضاء. وقالت المصادر ان مسؤولين اميركيين عن محاربة الارهاب زاروا المغرب اخيراً، لكن لم يتأكد ان كانوا طلبوا ترحيل المعتقلين الى قاعدة غوانتانامو ام اكتفوا برد نتائج التحقيقات المتواصلة.