كشفت مصادر مطلعة في الرباط امس، ان إفادات المنتمين الى "خلية القاعدة" المعتقلين في الدار البيضاء، مكنت من اعتقال القيادي البارز في تنظيم "القاعدة" الذي كان يعرف باسم الملا احمد بلال، وتبين ان اسمه الحقيقي هو عبدالرحيم الناشري. وتحدث مسؤولون اميركيون عن اعتقاله باعتباره "صيداً ثميناً". وأضافت المصادر ان الناشري يتحدر من اصول يمنية وكان يعتبر من مهندسي العمليات الانتحارية والتفجيرية. وأفاد المعتقل زهير هلال الثبتي وشخصان آخران يحملان الجنسية السعودية، انه اجتمع وهلال جابر العميري مع الناشري في قندهار بعد احداث ايلول سبتمبر 2001 في حضور سيف العدل المسؤول الأمني في تنظيم "القاعدة" . وصدرت في حينه الأوامر لكل العرب المنتسبين الى "القاعدة" بمغادرة افغانستان من طريق باكستان. كما تبلورت فكرة شن هجمات ضد منشآت غربية. وأفادت التحريات ان الناشري عرض على اعضاء خلية "القاعدة" المعتقلين حالياً في المغرب، تنفيذ هجمات ضد بواخر اميركية وبريطانية تعبر مضيق جبل طارق وسلمهم رقم هاتفه النقال في باكستان، ما يعني انه انتقل مباشرة الى هناك، كما طلب إليهم فتح موقع على الإنترنت للتواصل معهم. وقال الثبيتي ان احمد الناشري سلمه مبالغ مالية قبل سفره الى المغرب، لكنه تعذر عليه الاتصال به مرة اخرى عبر رقم هاتفه النقال في باكستان، وعلم في غضون ذلك انه سافر الى دولة خليجية قبل ان تنقطع اخباره. وعزت المصادر ظروف اعتقال الناشري في جانب منها الى إفادات معتقلي "القاعدة" في المغرب، وآخرين في غوانتانامو في ضوء مشاركة ضباط استخبارات مغاربة في عمليات التحقيقات، بخاصة ان شخصاً اسمه عبدالله تباري يتحدر من اصول مغربية كان مسؤولاً عن الأمن الخاص لأسامة بن لادن، واعتقل في هجمات تورا بورا، وسبق له ان نصح زهير الثبيتي بالزواج من مغربية عندما كان يتلقى تدريبات عسكرية في افغانستان. ومدّه برقم هاتف شخص مغربي للاتصال به عند الحاجة الى ذلك، ما يرجح احتمال الانطلاق من افادات معتقلي غوانتانامو في رصد تحركات الناشري. ويعتبر الناشري المخطط الرئيسي لتفجير البارجة الأميركية كول في اليمن، ما شجعه على اقتراح هجمات مماثلة على بواخر غربية تعبر مضيق جبل طارق. إلا ان الناشري بحسب افادات لم يكن يتدخل في تفاصيل العملية، وإنما كان يكتفي برصدها بعد اجراء الدراسات اللازمة. وأحياناً كان يطلب الى النشطاء الانتحاريين في "القاعدة" تحديد الأهداف التي يرون ان في الإمكان تنفيذها قبل عرضها عليه، باعتباره مختصاً في العمليات.