أبلغت مصادر مطلعة "الحياة" ان المعطيات التي كشفت عنها التحقيقات مع افراد خلية المغرب المنتسبين الى "القاعدة" مكنت من تضييق الخناق على خطط عدة لتحريك ما يعرف ب"الخلايا النائمة" في عواصم عربية ودولية عدة. وأوضحت ان اعضاء الشبكة المعتقلين كانوا ناشطين بارزين في التنظيم وشاركوا في الحرب ضد القوات الاميركية في افغانستان، كما خضعوا لتدريبات في قواعد الحركة تضمنت استخدام الاسلحة وصنع المتفجرات والخضوع لحرب نفسية لحجب المعلومات في حال الاعتقال. واستدلت المصادر على ذلك بأن احد افراد الخلية كان واحداً من فلول الهاربين من الهجمات الاميركية. لكن زوجته المتحدرة من اصول مغربية قتلت في هجوم اميركي خاطئ ضد شاحنة كانت تتجه الى الحدود مع باكستان، فيما نجا هو من الهجمات. وأفادت المصادر ان بعض اعضاء الخلية الذين يتوافرون على درجات مماثلة في الرتب العسكرية كانوا قريبين جداً الى زعيم "القاعدة" اسامة بن لادن، ما دفع مسؤولين بارزين في الاستخبارات الاميركية والاسبانية والفرنسية والبريطانية الى المشاركة في التحقيقات. ومكنت المشاورات بين هؤلاء المسؤولين من افشال هجمات خطط لها ضد مصالح اميركية. وذكرت المصادر ان اعضاء الخلية المعتقلين مكثوا حوالى فترة اسبوع يتنقلون بين مدن مغربية شمال البلاد ومدينتي سبتة ومليلية اللتين تحتلهما اسبانيا، وسبق لهم قبل ذلك ان زاروا بلداً عربياً ثالثاً لدى مغادرتهم افغانستان في ظروف غامضة، تحمل على الاعتقاد بوجود شبكات تسهل اجراءات السفر على رغم إحكام الرقابة على الحدود بين افغانستانوباكستان. وكشفت المصادر ان اعضاء الخلية الذين اختاروا الاقامة في احياء شعبية في الرباطوالدار البيضاء بدعوى مصاهرة اسر مغربية في زيجات عرفية كان هدفهم التستر عن مهماتهم الحقيقة والافادة من حاجة بعض الاسر الى مساعدات، وقالت انهم عمدوا الى فتح حسابات مصرفية بأسماء رعايا مغاربة للحؤول دون التدقيق في هوياتهم. لكن قدومهم الى المغرب من دولة عربية تم في وقت سابق قبل اعلان الاستخبارات الاميركية عن معلومات استقيت من عناصر "القاعدة" المعتقلين حول خطط الهجمات المحتملة. وقالت المصادر ان سلطات الدولة العربية لم تشكك بداية في تحركات اعضاء الخلية.الا انها زودت مصالح الامن المغربية معطيات مكنت من اكتشاف هوياتهم الحقيقية. الى ذلك، كشفت اوساط قضائية ان محور الاتهامات النهائية التي ستوجه الى اعضاء الخلية المحالين على المتابعة القضائية لن تكتمل الا في ضوء معاينة الوقائع، لكن الثابت بحسب المصادر القضائية ان الانتساب الى تنظيم ارهابي والتخطيط لشن هجمات والاقامة غير المشروعة في البلاد والزواج عرفياً من مغربيات ستكون ضمن ملف الاتهامات، اضافة الى صنع متفجرات والحصول على مواد غير مسموح بها داخل البلاد تستخدم لاغراض القتل. لكن مصادر قاضي التحقيق في محكمة الاستئناف في الدار البيضاء رفضت الاعلان عن التهم حتى اكتمال التحريات. وشنت السلطات المغربية حملة اعتقالات ضد ناشطين اسلاميين، لكن المصادر تحفظت عن إدراج الاعتقالات في نطاق اكتشاف خلية "القاعدة".