قالت الجزائر إن استجابتها طلب الزعيم الليبي معمر القذافي تأجيل القمة المغاربية التي كانت مقررة غداً، تهدف إلى "توفير كل الشروط الضرورية لانجاح" هذه القمة. وشدد بيان لوزارة الخارجية، مساء أول من أمس، على تمسك الجزائر بإعادة بناء اتحاد المغرب العربي ليكون "فضاء جهوياً يقوم على التكامل الاقتصادي وتوازن المصالح". وبعدما أعرب عن الرغبة في العمل مع الأطراف المختلفة "من أجل تجاوز العقبات الظرفية التي عرقلت العمل العادي للمؤسسات المغاربية"، جدد التمسك بالعمل المغاربي "رفقة كل الدول الأعضاء" لانجاح "مسار بناء الصرح المغاربي على أساس واقعي". في موازاة ذلك، اتهم مصدر ديبلوماسي جزائري ليبيا بعرقلة مسار بناء الاتحاد المغاربي بمطالبتها موريتانيا بقطع علاقاتها مع إسرائيل، كشرط لحضور القمة. وقال المصدر المسؤول، الذي رفض كشف اسمه، إن الشرط الليبي "وضع المسؤولين في نواكشوط في حرج كبير"، مما برر ارجاء الرئيس الموريتاني معاوية ولد سيد أحمد الطايع تأكيد مشاركته شخصياً في القمة. وتساءلت أوساط جزائرية عن سر التشدد الليبي ازاء موريتانيا "على رغم أنها ليست الدولة المغاربية الوحيدة التي تقيم علاقات مع إسرائيل". على رغم ذلك، واصل خبراء دول اتحاد المغرب العربي، أمس، اجتماعاتهم في الجزائر في جلسات مفتوحة. وحث وزير الخارجية الجزائري السيد عبدالعزيز بلخادم المجتمعين على ضرورة التفكير في مصير هذا التجمع الاقليمي الذي "أصبح أكثر حتمية وليس فقط خياراً استراتيجياً".