القاهرة، نيروبي- أف ب، رويترز -- اعلن ناطق باسم "الجيش الشعبي لتحرير السودان" الذي يقوده العقيد جون قرنق ان مقاتلي حركته اسقطوا مروحية للجيش السوداني كانت تقصف مناطق في جنوب البلاد، فيما رفض رفض مفاوضو الحركة، في بداية محادثات سلام مع وفد حكومي في نيروبي عرضا جديدا، من الخرطوم لوقف النار، وقالوا انهم سيتفاوضون ويحاربون في الوقت ذاته. وشهدت المحادثات بداية متعثرة عندما شكك المتمردون بصورة علنية في مدى التزام الحكومة تحقيق السلام. وقال الناطق باسم الحركة ياسر عرمان ان "قوات الجيش الشعبي تمكنت الاثنين من اسقاط طائرة هليكوبتر مدرعة في منطقة مانكين - ميوم كانت تقصف المنطقة وقد احترقت بطاقمها عند قرية شينق- طربول في منطقة غرب اعالي النيل المنتجة للنفط". الا انه لم يحدد عدد الاشخاص الذين كانوا على متنها. وحذر من ان "الهجوم الصيفي الذي يشنه الجيش السوداني لن يأتي للنظام الا بالكوارث كما حصل في مدينة كبويتا"، في اشارة الى خسارة الخرطوم سيطرتها على المدينة ومقتل عدد من افراد حامتيها واسر العشرات. وقال عرمان ان "الحركة الشعبية تدخل الى المفاوضات في كينيا بتصور واضح وايجابي، على رغم علمها ان شخصيات مثل المستشار الرئاسي لشؤون السلام غازي صلاح الدين العتباني لا تسعى الى السلام والاستقرار الداخلي والاقليمي والعالمي". واتهم العتباني بانه "نقل مصطفى حمزة واثنين من زملائه المتهمين في محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في اديس ابابا حزيران 1995 من السودان الى افغانستان عبر دولة اخرى رغم مطالبة المجتمع الدولي ومجلس الامن والحكومة المصرية بتسليمهم". وفي نيروبي، اعلن مصدر رسمي كيني ان وفدين من الحكومة السودانية ومن "الجيش الشعبي" واصلا محادثاتهما أمس في مدينة ماشاكوس الكينية. ونقلت المفاوضات التي تستمر خمسة اسابيع الى ماشاكوس 50 كيلومترا جنوب شرقي نيروبي بعد ان قرر الطرفان التفاوض في جلسات مغلقة. وبين المسائل المدرجة على جدول اعمال هذه الجولة من المفاوضات وحدة السودان، اذ يطالب المتمردون بحق تقرير المصير في الجنوب وتوازن في السلطات وتوزيع الثروات وخصوصا عائدات النفط. وقال رئيس وفد المتمردين سالفا كير ميار ديت في كلمته في جلسة افتتاح المحادثات: "نحن نشك في التزام الطرف الاخر الذي اتسم بالتردد تجاه قضية السلام". وقال الناطق باسم المتمردين ساسمون كواجي: "لايمكنك قبول وقف النار ما لم تتوصل الى اتفاق سياسي. وقف النار هو المرحلة الاخيرة التي تسمح بتنفيذ برنامج سياسي. في وسعك القتال والتفاوض في آن". وقال العتباني الذي يقود الوفد السوداني في المحادثات انه يرغب في تهدئة المخاوف في شأن وقف النار وانه مستعد للبحث في افكار جديدة. واضاف: "نحن ندرك ان بعضا يخشى من ان وقف النار قد يتيح لحكومة السودان نوعا من التفوق العسكري. ولذلك نحن على استعداد لمناقشة البنود التفصيلية لتهدئة تلك المخاوف". وتخلت الحكومة عن مطلبها بان يعيد المتمردون بلدة كبويتا التي استولوا عليها الاسبوع الماضي كشرط للمشاركة في المحادثات.