يتوقع ان تتوج ال"لويا جيركا" الافغانية اجتماعاتها في كابول، بالتصويت اليوم على التجديد لرئيس الحكومة الموقتة حميد كارزاي، على رأس حكومة انتقالية تتولى ادارة البلاد حتى اجراء انتخابات عامة بعد 18 شهراً. وتجاوزت ال"لويا جيركا" وهي عبارة عن مجلس اعيان يضم 1551 مندوباً امتحاناً صعباً خلال الساعات ال48 الاخيرة، تخللتها تجاذبات بين البشتون والطاجيك، واعتراضات من مندوبين مستقلين على حجم تمثيل زعماء الحرب الذين كانوا رمزاً لاقتتال استمرت اكثر من 20 عاماً. كما وقعت على هامش الاجتماعات معركة بالأيدي كادت تتطور الى اطلاق نار، بين عناصر القوة الدولية المولجة حفظ الامن، ومرافقي احمد ولي مسعود شقيق القائد الراحل لتحالف الشمال احمد شاه مسعود الذين اصروا على حضور الاجتماع مدججين بالسلاح. ولا يواجه كارزاي منافسة تذكر بعد تدخل الاميركيين لدى الملك السابق ظاهر شاه والرئيس السابق برهان الدين رباني لاقناع المندوبين انصارهما بعدم ترشيحهما للمنصب، فيما ظلت مرشحة تشكل منافسة رمزية لرئيس الحكومة الحالي، وهي تدعى مسعودة جلال وتعمل لدى برنامج الغذاء العالمي، وارادت من ترشيحها التحريض على دور للمرأة في الحياة السياسية في بلادها. وسجل انسحاب نحو 70 مندوباً بشتونيا من انصار الملك السابق احتجاجاً على التدخل الاميركي للحيلولة دون ترشيحه لمنصب الرئاسة، ما كان سيفتح الباب امام ترشيح الطاجيك لرباني ويؤدي الى انقسامات. لكن تلك الانسحابات لن تؤثر على عمل ال"لويا جيركا" التي اعترض احد المندوبين امس على وجود 1700 مشارك فيها، ما يفوق العدد الرسمي المعلن، فيما اعترض آخر على الحضور الضخم لزعماء الحرب، ما يعطي هؤلاء دوراً بارزاً في تقرير مصير البلاد و"تقاسم المغانم" في الحكم بعدما استفادوا من فترات الحرب. وكان المجلس اختار بغالبية ساحقة زعيم الاتحاد الاسلامي عبد رب الرسول سياف ليرأس جلساته، لكن الاخير تنازل "تحت ضغوط" لمصلحة رئيس اللجنة التحضيرية الحالية اسماعيل قاسم يار.