} تبادلت الهندوباكستان اطلاق النار عبر خط الهدنة في كشمير، فيما اصيب 18 شخصاً بينهم 11 شرطياً هندياً بجروح في سريناغار امس، في هجوم بالقنابل نفذه الثوار المسلمون الذين قرروا نقل مراكزهم الى الاراضي الهندية هرباً من الحملة التي تشنها باكستان ضدهم. ويأتي تبادل النار عشية زيارة مفترضة لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير للمنطقة الاسبوع المقبل، يأمل مراقبون في ان تؤدي الى خفض التوتر. إسلام آباد، نيودلهي - رويترز، أ ف ب - أعلنت الشرطة الهندية ان تبادلاً كثيفاً لاطلاق النار وقع على طول الحدود المشتركة مع باكستان وعند خط المراقبة في منطقة كشمير الواقعة في جبال الهيمالايا. وقال مسؤول رفيع في الشرطة الهندية: "كان اطلاقاً غير مبرر للنار عبر الحدود" ليل اول من امس، "ردت عليه قواتنا بالمثل". وذكر انه لم تحدث خسائر في الارواح. وقتل عدد من الاشخاص في اطلاق النار اليومي في كشمير منذ تصاعد التوتر بين البلدين في اعقاب هجوم دموي على البرلمان الهندي في 13 كانون الاول ديسمبر الماضي والذي حملت نيودلهي مسؤوليته الى جماعات تقاتل الحكم الهندي في كشمير وتتخذ من باكستان مقراً لها. ودفعت الدولتان بتعزيزات عسكرية الى الحدود المشتركة بطول 3310 كيلومترات والممتدة من كشمير الى بحر العرب. ولم تستبعد الهند توجيه ضربات عسكرية اذا لم تستجب باكستان لمطالبها القضاء على الجماعات المسؤولة عن الهجوم. ورحبت الهند باحتجاز باكستان لزعيمين بارزين من الثوار واعضاء آخرين من تلك الجماعات، لكن لم يتضح بعد ما اذا كان ذلك سيكون كافياً لنزع فتيل التوتر ومنع نشوب حرب رابعة بين الهندوباكستان. ويتوجه رئيس الوزراء الهندي آتال بيهاري فاجبايي والرئيس الباكستاني برويز مشرف الى نيبال غداً الجمعة لحضور قمة اقليمية. لكن لم يتضح بعد ما اذا كانا سيلتقيان على هامش قمة كاتمندو. الى ذلك، قال مسؤول اتصالات هندي امس، ان الحكومة الهندية أوقفت المكالمات الخارجية من كل مكاتب الهواتف العامة في كشمير، لمنع المتشددين من الاتصال ببعضهم البعض وذكر ان خدمة المكالمات الخارجية سحبت من نحو 2500 مكتب هاتفي كلها تابعة لشركة بهارات سانتشار نيغام المحدودة المملوكة للدولة. واضاف: "اي عنصر غير وطني بامكانه اساءة استخدام هذه الخدمة في الوقت الحالي ولا نريد المجازفة". وفي الوقت نفسه، قالت جماعة كشميرية مقرها باكستان امس، انها ستنقل مراكزها الى الشطر الكشميري الواقع تحت سيطرة الهند للفرار من حملة القمع التي تنفذها السلطات الباكستانية. وقال مسؤولون في جماعة "جيش محمد" التي تلقي الهند باللوم عليها في الهجوم الذي تعرض له البرلمان الهندي ان حوالى 100 من اعضائها في شتى انحاء باكستان اعتقلوا في حملة القمع. وأكدت باكستان انها تتخذ اجراءات ضد المتشددين الذين يحاربون حكم الهند في كشمير المتنازع عليها لاسباب امنية محلية وليس بسبب مطالبة الهند لها باتخاذ اجراءات ضدهم. الا ان هناك آمالاً بان تسفر حملة القمع عن نزع فتيل التوتر الناشب بين البلدين منذ الهجوم على البرلمان في نيودلهي. وهددت جماعة "جيش محمد" في بيان امس بشن "هجمات قاتلة جديدة" على قوات الامن الهندية. ومضت تقول في البيان الذي نشرته صحف محلية في سريناغار: "لدينا اسلحة فتاكة واكثر تعقيداً سنستخدمها ضد الجيش وقوات الامن الهندية في الايام المقبلة، ما سيضعف من عزم الحكومة الهندية والنصر سيكون لنا". زيارة بلير من جهة اخرى، قال الرئيس الباكستاني السابق فاروق ليغاري امس، ان خطط رئيس الوزراء البريطاني توني بلير زيارة الهندوباكستان قد تلعب دوراً مهماً في تخفيف التوترات بين البلدين اللذين يتمتعان بقدرة نووية. واضاف ليغاري الذي رأس باكستان بين عامي 1993 و1997 ان شعبي الهندوباكستان لا يريدان حرباً ويرغبان في حل سلمي للنزاع على كشمير. واستطرد لهيئة الاذاعة البريطانية: "اعتقد ان لتوني بلير نفوذاً جيداً للغاية في تخفيف التوترات". ويقول مسؤولون هنود وباكستانيون انه من المرجح ان يزور بلير البلدين خلال الاسبوع المقبل ضمن جولة تشمل ثلاث دول في جنوب آسيا، وتبدأ بزيارة بنغلاديش اليوم الخميس. ورفض ناطق باسم مكتب بلير في لندن تأكيد التقارير قائلاً: ان لاسباب امنية لا يمكنه تقديم اي تفاصيل عن الموعد او التواريخ او الوجهة. وكان متوقعاً ان يسافر بلير من لندن في وقت متأخر من مساء امس.