ضربت المفاجآت كماً ونوعاً في نهائيات كأس العالم السابعة عشرة لكرة القدم المقامة حالياً في كوريا الجنوبية واليابان معاً، ولحق المنتخب الارجنتيني المرشح الأول للفوز بالكأس الذهبية بنظيره الفرنسي حامل اللقب سابقاً. ولم يكن أشد المتشائمين بقدرات الارجنتينيين يتوقع خروجهم منذ الدور الأول بأي حال من الأحوال، خصوصاً بعد العروض الرائعة التي أهّلتهم لاحتلال صدارة تصفيات اميركا الجنوبية وبفارق كبير عن بقية منافسيهم... لكن هذه هي كرة القدم أو "الساحرة المستديرة" التي لا تعرف لها كبيراً. خرجت الارجنتين بعدما تعادلت مع السويد التي احتلت المركز الأول في هذه المجموعة السادسة الصعبة برصيد خمس نقاط وبفارق الأهداف عن انكلترا التي تعادلت سلباً مع نيجيريا. وستلعب السويد مع السنغال، وانكلترا مع الدنمارك في الدور المقبل. وعانى الارجنتينيون طويلاً قبل ان يدركوا التعادل قبل النهاية بدقيقتين فقط بواسطة هرنان كريسبو بعدما تقدم السويديون بهدف لأنديرس سفنسون 59، اي انهم كانوا على عتبة هزيمة جديدة. وإذا كان الانكليز فرحوا كثيراً بالتعادل مع نيجيريا في ملعب "اوساكا دوم" لأنه اهلهم، فإن فرحتهم تضاعفت بعد خروج الارجنتينيين وخرجوا الى شوارع ضاحية ناغاي، التي تبعد نحو 45 كيلومتراً عن قلب مدينة أوساكا، يسخرون من غابرييل باتيستوتا ورفاقه. وقالت دوريس باور من نيوكاسل ل"الحياة": "كنا نأمل طبعاً بأن نتأهل، لكن لم تغب أمنيات ان تخرج الارجنتين عن بالنا قط. لقد نجح ديفيد بيكهام، الذي حاولوا حرمانه من المشاركة في المونديال عندما تعمد ألدو شودر اصابته، في اذلالهم مرتين: الأولى حين تعافى وشارك في المباريات، والثانية عندما ألحق بهم هزيمة بطعم العلقم... وها هي السويد قد أتت وقضت عليهم نهائياً. سنفرح ونرقص ونغني حتى ساعات الفجر الأولى ليس فقط لأننا تأهلنا، وإنما أيضاً لأن الارجنتين خرجت من المنافسات". وفي المجموعة الثانية، قدمت جنوب افريقيا عرضاً مشرفاً جداً على رغم خسارتها 2-3 امام اسبانيا، وهي كانت على بعد خطوة واحدة من التأهل للدور الثاني للمرة الأولى في تاريخها، بيدَ ان خسارة سلوفينيا امام باراغواي 1-3 سمح للجنوب اميركيين بالتأهل بفارق الأهداف عن الأفارقة. واليوم يجيء الدور على ايطاليا، ولا احد يعرف اذا ما كانت ستواجه مصير المنتخبين الفرنسي والارجنتيني أم لا عندما تلتقي المكسيك تحت شعار "الانتصار او العار"، خصوصاً انها في وضع صعب جداً ولا بديل أمامها من الفوز اذا ما ارادت ان تتأهل من دون ان تنتظر نتيجة المباراة الاخرى التي تجمع كرواتيا، التي تقف الموقف الايطالي ذاته، مع الاكوادور. و"تتصارع" تركيا مع الصين للابقاء على آمالها بالصعود، لكن هذا لن يتحقق الا بالفوز وبخسارة كوستاريكا امام البرازيل التي ستلعب للشهرة فقط بعدما ضمنت تأهلها... ولذا قرر المدرب البرازيلي لويز فيليبي سكولاري اراحة اربعة لاعبين لمباراة الدور الثاني وهم رونالدينيو وروكي جونيور ودينلسون لأن كلاً منهم يحمل انذاراً، فضلاً عن روبرتو كارلوس الذي يعاني من الإجهاد.