أعلن الادعاء العام الألماني اعتقال المغربي عبدالغني مزودي بتهمة ارتباطه بهجمات 11 ايلول سبتمبر 2001، والاطلاع على تفاصيلها، وتقديم الدعم لاعضاء "خلية هامبورغ" الذين نفذوها، وفي مقدمهم محمد عطا. من جهة اخرى، وجه القضاء الاميركي الى السوري انعام ارناؤوط تهمة استغلال مؤسسة خيرية يديرها لارسال اموال الى "القاعدة". وجاء ذلك في وقت اعلنت السفارة الاميركية في كوالالمبور ان ماليزيا رحلت احمد ابراهيم بلال 24 عاماً الاميركي العربي المتهم بالمشاركة في خلية للقتال ضد الاميركيين في افغانستان. شيكاغو ايلينويز، كوالالمبور - أ ف ب، رويترز - أعلن المدعي العام الفيديرالي في ألمانيا كاي نيم امس، اعتقال المغربي عبدالغني مزودي في هامبورغ، لارتباطه بهجمات 11 ايلول 2001. وقال نيم ان الاسلامي البالغ من العمر 29 سنة "يشتبه في انه كان على علاقات قوية مع محمد عطا ورفاقه في خلية هامبورغ التي خططت للاعتداءات، كما قدم الدعم اللوجيستي الى الخلية". وذكر نيم "ان النيابة العامة تراقب مزودي منذ سنة تقريباً، وتمكنت خلال الصيف الماضي بفضل اقوال شاهد، من الحصول على معلومات مفصلة عن فترة وجوده في افغانستان، ما مكن السلطات من اصدار مذكرة اعتقال بحقه". وذكرت الناطقة باسم الادعاء العام في كارلسروه فراوكه شويتن ان إلقاء القبض على المشتبه به تم صباح امس "في منزل غير منزله". وقالت ان مزودي سبق واعتقل ضمن مجموعة من ثمانية اشخاص داخل "مكتبة التوحيد" في تموز يوليو الماضي، الا ان القضاء اطلق سراحهم وأوقف الدعاوى ضدهم لعدم توافر ادلة تدينهم. واشار بيان صادر عن الادعاء في كارلسروه الى معلومات المحققين عن تلقي مزودي تدريباً في افغانستان واطلاعه على تفاصيل خطط الاعتداءات التي اعدتها "خلية هامبورغ". كما اشار الادعاء الى ان مزودي حول مبالغ مالية الى زكريا الصبار لدفع تكاليف تدريبات الاخير على الطيران في الولاياتالمتحدة. وكانت صدرت في حق الصبار مذكرة بحث دولية بعد اختفائه. كما ساعد مزودي، بحسب الادعاء، الطيار الانتحاري مروان الشحي على تمويه مكان وجوده في ألمانيا وأمّن له قبل اسابيع من سفره الى الولاياتالمتحدة في ايار مايو 2000، غرفة في بيت للطلبة. وقال البيان ان المغربي المعتقل اجرى تدريبات عسكرية في افغانستان صيف عام 2000، في الوقت نفسه تقريباً مع كل من الصبار ومنير المتصدق الذي سيحاكم قريباً في هامبورغ بتهمة دعم "خلية هامبورغ" لوجيستياً. كذلك كان مزودي على معرفة برمزي بن الشيبة الذي اعتقل اخيراً في باكستان وسلم الى الاميركيين ويعتبر احد المخططين الرئىسيين للاعتداءات. واحيل مزودي على قاضي التحقيق الذي سيباشر التحقيقات معه اليوم الجمعة. ولاحظ الادعاء ان المعلومات المتوافرة حالياً "لا تثبت انه عضو في تنظيم ارهابي او انه ساعد على القتل"، مضيفاً ان التحقيق معه "سيوضح الى اي مدى كان مطلعاً على خطط 11 ايلول". ترحيل أحمد بلال في غضون ذلك، اعلنت السفارة الاميركية في كوالالمبور ان ماليزيا رحلت احمد ابراهيم بلال 24 عاماً الاميركي - العربي الذي يشتبه في انه عضو في خلية ارهابية، من دون ان تنشر اي تفاصيل عن ترحيله. لكن ناطقاً باسم السفارة الاميركية قال انه تم تسليم بلال الى مسؤولين اميركيين صباح امس قبل مغادرته ماليزيا الى بلد لم يحدد. وحصل ذلك على رغم عدم وجود اي معاهدة تبادل مطلوبين بين ماليزياوالولاياتالمتحدة، لكن السلطات الماليزية افادت ان بلال يمكن ان يرحل لأنه لا يملك اوراق هوية بعدما ألغت السلطات الاميركية صلاحية جواز سفره. وتعتبر واشنطن ان بلال هو احد ستة اشخاص شاركوا في الاعداد لهجوم على الولاياتالمتحدة مع "القاعدة". وكان بلال اوقف الاحد الماضي في ماليزيا حيث يدرس منذ مطلع العام في الجامعة الاسلامية الدولية. ورفضت المحكمة العليا الماليزية اول من امس، طلباً لتأجيل ترحيله. وقال رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد امس :"اننا نحترم القانون. فالشخص الذي لا يملك اوراق هوية يجب ان يغادر البلاد". السوري ارناؤوط من جهة اخرى، اعلن وزير العدل الاميركي جون اشكروفت ان تهم التزوير والابتزاز وتبييض الاموال وجهت الى السوري انعام ارناؤوط مدير "المؤسسة الخيرية الدولية" بينيفولانس انترناشونال فاونديشن ومقرها ايلينوي، لقيامه بارسال اموال الى مجموعات ارهابية، بينها "القاعدة". واوضح الوزير الاميركي ان ارناؤوط يواجه في حال ادانته عقوبة بالسجن تصل الى تسعين عاماً. ولم ينف ارناؤوط ابداً ان تكون له علاقة ببن لادن، لكنه نفى ان تكون منظمته مولت مجموعات ارهابية. واعتبر الادعاء انه قدم اموالاً ل"القاعدة" ولمجاهدين شيشانيين وبوسنيين. وأوضح الادعاء ان الاموال التي قدمها متبرعون خليجيون استخدمت لشراء احذية مضادة للالغام ومعدات طبية للشيشانيين وهاتف يعمل عبر الاقمار الاصطناعية للاسلاميين في افغانستان. واعلن اشكروفت في مؤتمر صحافي ان وثائق تثبت اختلاس اموال ضبطت في اذار مارس الماضي في مكاتب المنظمة في البوسنة. ووفرت هذه الوثائق ايضاً الدليل على وجود صلة مباشرة بين ارناؤوط وبن لادن. وقال محامو الدفاع عن ارناؤوط ان موكلهم ضحية حملة عشوائية. ودان جوزيف دافي احد محاميه "الحرب الشعواء" التي تشن على المسلمين. واوضحت السلطات الاميركية ان "الوثائق التي ضبطت في البوسنة تتضمن ايضاً تقريراً عن الاجتماع الذي تم خلاله تشكيل تنظيم القاعدة في 1988 ويمين الولاء لعدد كبير من اعضاء المنظمة وملفات المجاهدين الذين تلقوا تدريباتهم في افغانستان باشراف بن لادن". كما تضم "لائحة باسماء اثرياء قدموا هبات". واضاف اشكروفت ان الوثائق التي عثر عليها في مكاتب المؤسسة دليل ملموس على انشاء اخطر شبكة ارهابية على الارض، وقال: "من المخيف ان يتم اكتشاف اصول القاعدة في مؤسسة خيرية تدعي انها تقوم بعمل الخير". وتفيد السلطات الاميركية ان علاقة ارناؤوط ب"القاعدة" تعود الى الثمانينات، عندما عمل ارناؤوط مسؤولاً اعلامياً في معسكر للمجاهدين في افغانستان بأمرة بن لادن.