تعقد في ألما آتا في كازاخستان اليوم قمة "التعاون وإجراءات الثقة في آسيا"، لكن الاضواء خلالها ستكون مسلطة على وساطة روسية لنزع فتيل التوتر بين نيودلهي وإسلام آباد. وفي ما وصف بأنه مؤشر إيجابي لم يستبعد متحدث هندي "افتراض مصافحة" بين الرئىس الباكستاني برويز مشرف ورئىس الوزراء الهندي أتال بيهاري فاجبايي. وتحضر القمة وفود من 16 دولة آسيوية بينها الصينوروسياوالهندوباكستان وفلسطين وأفغانستان وتركيا، كما يشارك وفد مصري. وعلمت "الحياة" أنه كان مقررًا أن يصل الرئىس الفلسطيني ياسر عرفات ليلتقي الرئىس الروسي فلاديمير بوتين إلا أنه لم يحصل على ضمانات تكفل عودته الى أراضي السلطة الفلسطينية فأناب عنه وفدًا على مستوى وزاري، وتشارك إسرائىل بوفد مماثل. الا أن النزاع بين الدولتين النوويتين في آسيا سيكون المحور الرئىسي للقمة. وسيقوم الرئىس الروسي فلاديمير بوتين بوساطة يحاول أن يكرر فيها الوساطة السوفياتية عام 1966 والتي أدت الى احتواء أزمة عنيفة آنذاك. الا أن موسكو "الروسية" ليست بحجم ونفوذ موسكو "السوفياتية" ولكن بوتين اليوم حصل على تفويض للوساطة من الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي. وعلى رغم أن روسيا تحاول القيام بدور وساطة، إلا أن وزير دفاعها سيرغي إيفانوف أدلى أمس بتصريحات قد لا تساعد الرئىس بوتين في مهمته، فهو قال إن قيام باكستان بتجربة صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية في ظروف التوتر البالغ إنما هو "استفزاز" وقد يدفع الهند الى الرد. ومن المقرر أن يعقد الرئىس الروسي اجتماعين منفصلين مع كل من رئىس الوزراء الهندي والرئيس الباكستاني. واعلن الاخير أمس أنه مستعد للقاء فاجبايي "من دون قيد أو شرط". وأضاف في مؤتمر صحافي عقده في ألما آتا إثر لقائه الرئىس الكازاخي نور سلطان نزاربايف أن لروسيا "علاقات قريبة" مع الهند ما يمكن أن يستثمر لتحقيق مصالحة. واجتمع نزاربايف أيضًا مع فاجبايي ووقع الزعيمان اتفاقًا للتعاون العسكري ومذكرة "لمكافحة الارهاب". وكان رئيس الوزراء الهندي رفض بشدة حضور اجتماع ثلاثي يجمعه مع بوتين ومشرف. وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية الهندية أمس أن احتمال هذا اللقاء "غير وارد"، ولكنه قال إن "ثمة احتمالاً افتراضيًا" أن يتصافح فاجبايي ومشرف كما فعلا في قمة دول جنوب آسيا في كاتمندو العام الماضي. وذكر نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر لوسيوكوف أن بوتين سيسعى الى إقناع الطرفين ب"ضبط النفس ووقف العمليات العسكرية" ويعتبر ذلك حدًا ادنى، أما الحد الاقصى المتوخى فهو جمع الزعيمين الهنديوالباكستاني وإطلاق عملية مصالحة. وسيعقد بوتين ونظيره الصيني جيانغ زيمين اجتماعًا لتنسيق المواقف وربما لممارسة ضغوط مشتركة على الطرفين، علمًا أأن موسكو كانت تقليديًا تدعم الهند بينما كانت بكين تساند باكستان.