كثفت "الرباعية"، التي تضم الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا، اجتماعاتها هذا الاسبوع بحثاً عن اتفاق على شكل مؤتمر السلام الدولي ومضمونه ومكان وزمان انعقاده. وقالت مصادر "الرباعية" ان الجديد في الأفكار التي عرضها عليها وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز يدخل في خانة "التزامن" في بحث المؤتمر لأربعة عناصر: السياسية، ذات العلاقة بالوضع النهائي والتسوية الدائمة على المسار الفلسطيني بما في ذلك "الاطر الزمنية". والأمنية، ذات العلاقة بالوضع الفلسطيني - الاسرائيلي. والاقتصادية - الاجتماعية المتعلقة بالساحة الفلسطينية وما تتضمنه من اصلاحات مؤسساتية. والاقليمية ولها شطران، الأمن الاقليمي والتعاون الاقتصادي الاقليمي، وكلاهما يأخذ في حسابه قرارات القمة العربية في بيروت. وحسب هذه المصادر، بقي غير واضح ان كان بيريز حمل هذه الأفكار باتفاق مسبق مع رئيس الوزراء ارييل شارون، أو ان كان يهدف من وراء طرح أفكاره أمام "الرباعية" الضغط على شارون. كذلك لم يكن واضحاً ان كانت الاشارة الى "الاطر الزمنية" في سياق مواعيد البحث في القضايا المعلقة، أو ان كانت في سياق الاطر الزمنية للتنفيذ. لكن المصادر لفتت الى موقف شارون الداعي الى حصر البحث في النواحي "الأمنية" ليليه البحث في النواحي "السياسية". وقالت ان افكار بيريز تحمل جديداً لجهة "التزامن" في بحث النواحي السياسية والأمنية، وفي تعدي طروحات المرحلية الى البحث في التسوية الدائمة، وفي ادخال البعد الاقليمي على البعد الثنائي الفلسطيني - الاسرائيلي في اطار المؤتمر الدولي. وبدأت اطراف "الرباعية" في تقديم تصوراتها للمؤتمر الدولي ومهامه. وحسب مصادر "الرباعية" هناك اتفاق عام بين اقطابها على "انعقاد مؤتمر دولي في أقرب وقت يتناول كل المواضيع بشكل متوازي ومكثف، وضرورة وضوح الإرادة السياسية والمنظور السياسي لجهة شكل التسوية النهائية وقيام دولة فلسطينية". وتابعت ان "الرباعية" لا تريد "مؤتمراً مفتوحاً"، وان "لا خلافات نوعية بين اقطابها" وانما "المشكلة هي في سبل التوصل الى اجراءات واتفاقات على الحلول". وزادت: "المشكلة ان موقف الادارة الأميركية غير واضح في ما يتعلق بالمؤتمر وبالمسيرة السياسية ... وليس واضحاً ان كانت هناك خلافات نوعية بين وزارة الخارجية الأميركية وبقية الادارة، او ان كان ذلك في اطار تنسيق الأدوار". "لاورقة الفرنسية" وحصلت "الحياة" على ما سمي "لاورقة" فرنسية عرضت في صفحة ونصف الصفحة مجموعة أفكار واطر للمؤتمر الدولي ولمعالجة النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي. وأبرز ما جاء في "اللاورقة" التالي: "اولاً: "بما ان لا مجال لحل عسكري أو أمني صرف ... من الضروري احياء عملية سياسية ملازمة. ونظراً الى مناخ انعدام الثقة بين الطرفين، فان قيام دور خارجي وحده يمكن له اعادتهما الى العملية السياسية". ثانياً، تدعو "اللاورقة" الى التنسيق بين دول الاتحاد الأوروبي لاتخاذ موقف واحد من المؤتمر الدولي وشكله ومستواه ومهامه وتوقيته، وتلمح الى اجتماع قريب لوزراء خارجية "الرباعية". ثالثاً، وتحت عنوان "اقتراحات" في ما يخص أهداف المؤتمر الدولي، تدعو "اللاورقة" الى احياء العملية التفاوضية "بين جميع الأطراف على كل المسارات، مع اعطاء الأولوية للمسار الاسرائيلي - الفلسطيني". وعلى ذلك الاساس تدعو الى "تعريف أهداف المفاوضات" بالتوصل الى اتفاق على جميع القضايا ذات العلاقة بالوضع النهائي، بما في ذلك القدس واللاجئين "وليس مجرد اتفاقية انتقالية بعيدة المدى". وتنص على ضرورة قيام دولة فلسطينية قادرة على الحياة "ديموقراطية وسلمية"، وعلى "ضمان الأمن للدولتين"، فلسطين واسرائيل. وتؤكد "اللاورقة" ضرورة قيام المفاوضات على اساس القرارات 242 و338 و1397، ومبادئ مؤتمر مدريد، واتفاقات اوسلو، والتقدم الذي احرز في المفاوضات من كامب ديفيد سنة 2000، وطابا كانون الثاني عام 2001، ومبادرة السلام العربية التي تبنتها القمة العربية في بيروت على اساس الافكار التي تقدم بها ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز. وتقترح "اللاورقة الفرنسية" الانطلاق من الاتفاق على "برنامج زمني" للمفاوضات وتعريف "الالتزامات الأمنية التي على الاطراف القيام بها اثناء فترة المفاوضات". كذلك، تقترح انشاء "جهاز دولي للمراقبة" مهامه ضمان امتثال الأطراف للالتزامات الأمنية وغيرها التي تلتزمها اثناء المفاوضات، وتنص على أن "هذا الجهاز الذي يجب أن يتضمن ارسال مراقبين، يمكن له أن يستمر في مراحل ما بعد المفاوضات لاستخدامه للاشراف على تنفيذ الاتفاقات التي يتم التوصل إليها". وفي ما يخص مسألة المشاركة في المؤتمر، تقترح فرنسا أن يكون للموقف الأوروبي المبادئ التالية: مشاركة جميع الأطراف، بما فيها سورية ولبنان وأعضاء "الرباعية" والدول العربية التي تلعب دوراً مثل مصر والأردن والسعودية، مع الاستعداد للنظر "حالة بحالة" في رغبة الدول العربية الأخرى في المشاركة. وتزيد، في المرحلة الأولى، أن عقد مؤتمر "مدريد - 2" سيكون "مثالياً"، إنما "ليس أكيداً ان دمشق أو بيروت في هذا المنعطف، ستوافقان على المشاركة فيه". وتتابع إنه من الضروري منذ البداية الأخذ في الحساب إمكان توسيع المؤتمر الدولي في عملية مستمرة ليشمل سورية ولبنان بهدف إعادة احياء المفاوضات على المسارين السوري - الإسرائيلي، واللبناني - الإسرائيلي. وفي ما يخص مستوى المشاركة في المؤتمر، فثمة "خيارات عدة مفتوحة"، إنما في مرحلة ما سيكون ضرورياً أن يكون على مستوى رؤساء الدول والحكومات. اما بالنسبة الى مكان انعقاد المؤتمر، فتقترح "اللاورقة" أن يعرب الاتحاد الأوروبي عن رغبته باستضافته.