شهد الوضع العسكري في جنوبلبنان تصعيداً جديداً بعد ظهر أمس، هو الثاني بعد احداث يوم السبت الماضي حين دارت مواجهات عنيفة بمختلف انواع الاسلحة بين مقاتلي "حزب الله" ومواقع اسرائىلية داخل مزارع شبعا المحتلة. وقال مسؤول رفيع في الخارجية الايطالية ل"رويترز" ان اسرائىل حذرت سورية ولبنان من عواقب خطيرة اذا لم يسحب مقاتلو "حزب الله" حشودهم الحدودية. وذكر المسؤول الايطالي ان اسرائىل "ابلغت ذلك الى عدد من الدول الاوروبية ومنها ايطاليا"، وأضاف: "ابلغنا سورية ولبنان ان اسرائىل تقول ان الرد سيكون خطيراً جداً اذا لم تتراجع هذه القوات...". وصرح رئيس الوزراء الاسرائيلي بأن "اسرائيل لا تريد الحرب لكن على سورية وناقلي رسائلها ان يعرفوا انهم ليسوا في أمان وليسوا محصنين من ردّنا" أما وزير خارجيته شمعون بيريز فقال، بعد لقاء مع المبعوث الدولي تيري رود لارسن، ان اسرائيل ستتخذ الاجراءات اللازمة للدفاع عن نفسها بالشكل المناسب". وعلمت "الحياة" ان السفارة الاميركية في دمشق "احتجت" اخيراً لدى الخارجية السورية بسبب تصريحات الامين العام ل"حزب الله" عن سعيه الى ارسال صواريخ "كاتيوشا" الى الشعب الفلسطيني، وان المسؤولين السوريين أكدوا ان "حزب الله حركة مقاومة وطنية لبنانية" ذلك رداً على مطالب الاميركيين ب"حصر نشاطات الحزب في لبنان". وفيما رفض "حزب الله" التعليق على انباء اسرائىلية عن سقوط صاروخ كاتيوشا فجر امس قرب مستعمرة كريات شمونة وعلى اطلاق نار في اتجاه مناطق اخرى شمال اسرائىل، ذكرت مصادر أمنية لبنانية رسمية ل"الحياة" ان الحادثين نفذهما فلسطينيون منشقون عن حركة "فتح" وان تصرف هؤلاء "كان فردياً". واشار "حزب الله" في بيان مساء أمس الى التصعيد الذي شهدته جبهة مزارع شبعا بعد الظهر، وقال ان مجاهدي المقاومة خاضوا عند الرابعة و35 دقيقة مواجهات عنيفة مع حاميات مواقع الاحتلال في كل من رمتا والسماقة ورويسة العلم. وتحدث عن "تحقيق اصابات مؤكدة في صفوف العدو". راجع ص7 وأفادت مصادر امنية في جنوبلبنان ووكالات الانباء ان "حزب الله" اطلق عشرات الصواريخ وقذائف الهاون في اتجاه المواقع الاسرائىلية اعقبتها مواجهات بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية. وقصفت المدفعية الاسرائىلية من مرابضها في الجولان السوري المحتل ومرتفعات جبل الشيخ وأطراف بلدات كفرشوبا وشبعا والهبارية وحلتا ومزرعتي شانوح وبسطرا بأكثر من مئة قذيفة من عياري 155 و175. وسجل سقوط قذائف عدة داخل كفرشوبا ما أدى الى تضرر الكثير من المنازل. وقرابة الخامسة إلا ربعاً شنت طائرات حربية اسرائىلية غارتين متتاليتين على الاطراف الشرقية لكفرشوبا مستهدفة اياها بثمانية صواريخ. واستمرت المواجهات متقطعة نحو ساعتين واقتصرت مساء على رمايات محدودة. ومع هذا التصعيد رجحت مصادر رسمية ل"الحياة" ان تبقى الاوضاع في الجنوب تحت السيطرة الا اذا لجأت اسرائىل الى توسيع رقعة المواجهات. وذكرت ان بعض الاعمال العسكرية هي نوع من تنفيس احتقان وتضامن مع الفلسطينيين ازاء ما يتعرضون له بعد احتلال القوات الاسرائىلية لعدد من المدن في الضفة الغربية. وأشارت الى ان السفير الاميركي فنسنت باتل اتصل بالمسؤولين اللبنانيين مستفسراً عن اطلاق صاروخ كاتيوشا فجراً. وقالت المصادر الرسمية ان الصاروخ من طراز قديم اطلق في جوار بلدة الخيام من جانب فلسطينيين. وأكدت ان "هناك تقويماً لبنانياً - سورياً للوضع في الجنوب خلاصته تجنب التصعيد والانجرار الى معركة بالتوقيت الاسرائىلي".