أعلن الاتحاد الاوروبي أمس انه سيبحث فرض عقوبات على اسرائيل اذا واصلت رفض نداءات وقف اطلاق النار والانسحاب من المناطق الفلسطينية وقد يعيد النظر في العلاقات التجارية معها، في حين اكدت المفوضية الاوروبية ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لا يزال المفاوض الشرعي الوحيد، وقررت بلجيكا وقف مبيعات السلاح الى الدولة العبرية، واستمرت تظاهرات التنديد بالهجمة الاسرائيلية في اسبانياوجاكرتا ومدن اوروبية اخرى. روما، برلين، الفاتيكان، جاكرتا، اوتاوا، بروكسل، نيقوسيا - "الحياة"، وكالات - قال وزير الخارجية الاسباني جوزيب بيكيه ان الاتحاد الاوروبي سيناقش فرض عقوبات على اسرائيل اذا استمرت في رفض نداءات وقف اطلاق النار في المناطق الفلسطينية. وصرح على هامش اجتماع في البندقية "ناقشنا احتمال العقوبات. انه سيناريو محتمل لكن علينا أن نناقشه بين الاعضاء الخمسة عشر وأن نتخذ موقفاً مشتركاً". وأضاف بيكيه الذي ترأس بلاده الاتحاد الاوروبي حالياً: "تؤيد بعض الدول تطبيق عقوبات على نحو عاجل جداً بينما تبدي دول أخرى عزوفاً. لذا علينا أن نناقش الامر". وانتقد الوزير الاسباني ضمناً التفرد الاميركي بمحاولة ايجاد حل للوضع في الاراضي الفلسطينية، وقال "انه لأمر جيد ان تتدخل الولاياتالمتحدة، لكن الحل لا يمكن ان يؤمنه الاميركيون وحدهم". واضاف "انه نزاع معقد". ودعا الى "التحلي بالصلابة" لحل المشكلة والى عدم توقع "نتائج باهرة في المدى القصير". وفي بروكسل، قال وزير الخارجية البلجيكي لوي ميشال امس ان الاتحاد الاوروبي قد يعيد النظر في العلاقات التجارية مع اسرائيل بعدما منعت منشق الشؤون الخارجية بالاتحاد الاوروبي خافيير سولانا وبيكيه من لقاء الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الخميس الماضي. وقال ميشال لقناة تلفزيون "في اي تي" البلجيكية "هذه اهانة ويجب ان لا ندع الامر يمر بسهولة"، مضيفاً ان بين الخيارات المتاحة امام الاوروبيين "اعادة النظر في معاهدة مع اسرائيل تتيح لها التمتع بشروط تجارية تفضيلية مع دول الاتحاد". وتابع "يمكن ان نبحث المعاهدة ونناقشها معهم وربما نبدأ تحقيقاً لنرى ما اذا كان من الملائم ان تظل مثل هذه المعاهدة سارية بعد هذا الموقف من جانب شارون". وكان رئيس المفوضية الاوروبية رومانو برودي اكد غداة الانتقادات الاميركية العنيفة للرئيس الفلسطيني ان ياسر عرفات "لا يزال المحاور الشرعي الوحيد" بالنسبة لاسرائيل. وقال في كلمة امام مؤتمر "اسبين يوروبيان دايالوغ" في البندقية مساء السبت ان "السلطة الفلسطينية مع رئيسها المنتخب عرفات هي المحاور الشرعي الوحيد بالنسبة لاسرائيل"، مضيفاً "نحن بحاجة لان تجلس الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وروسيا والدول العربية المعتدلة واسرائيل والسلطة الفلسطينية حول طاولة واحدة". واعتبر برودي انه "لا يمكننا الخروج من هذا الوضع مع اي حل آخر جزئي". واكد انه "من غير المقبول" ان ترفض اسرائيل عقد لقاء بين موفدين اوروبيين وعرفات وان "يحصل الوسيط الاميركي في المقابل على الموافقة"، مؤكداً ان "الوقت حان لجميع الاطراف المعنيين كي يقبلوا كلياً دور الوساطة والاستقرار الذي يمكن ويجب ان تلعبه اوروبا". وفي برلين، انتقدت الوزيرة الألمانية للتنمية والتعاون الدولي هايدي تسويل "الاجراءات الوحشية" الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، وقالت في مقابلة أجرتها مع مجلة "درشبيغل" تنشرها اليوم ان ما يجري في المدن الفلسطينية "عمل بربري لا يتصف بالانسانية"، مضيفة أن هذه الأعمال ستؤدي الى حرب شاملة في المنطقة وبالتالي ازدياد الحقد على اليهود في كل انحاء العالم. ودعت تسويل الى محاسبة اسرائيل على رفضها السماح للوفد الاوروبي بلقاء عرفات وقالت ان الرئيس عرفات هو الشخص الوحيد الذي يمثل الشعب الفلسطيني، ودعت الأممالمتحدة الى إرسال مراقبين للاشراف على الوضع الأمني هناك. وفي بروكسل نقلت صحيفة محلية عن وزير الخارجية البلجيكي لوي ميشال قوله ان بلاده قررت وقف مبيعات السلاح الى اسرائيل وانه سيتم اعتماد هذا القرار رسمياً خلال الاجتماع المقبل للحكومة الاتحادية. وتعد بلجيكا مزوداً تقليدياً لاسرائيل بمختلف أنواع السلاح بما فيها الاسلحة المتطورة وأجهزة الاستطلاع الليلي. والقرار البلجيكي هو أول خطوة عملية تتخذها احدى دول الاتحاد الاوروبي ضد حكومة ارييل شارون بعد رفض اسرائيل السماح لوفد اوروبي بلقاء الرئيس الفلسطيني المحاصر في رام الله. وكانت مقاطعتان من بين المقاطعات الثلاث فى بلجيكا قررتا تعليق الاتفاقات الموقعة بينها وبين اسرائيل. وفي نيقوسيا، اعلنت نائبة قبرصية ان اسرائيل منعت عدداً من اعضاء البرلمان القبرصي يحملون عرائض تدين اعمال العنف في الضفة الغربية من دخول اراضيها وردتهم على اعقابهم. وقالت النائبة اليني ثيوخاروس "أبقونا في المطار تحت حراسة الشرطة كأننا مجموعة من المجرمين ثم ختموا جوازاتنا بختم ممنوع من الدخول. كان سلوكهم عدوانياً وغير مقبول. انها اهانة خطيرة للبرلمان القبرصي". وكانت ثيوخاروس ضمن وفد رسمي يمثل ستة احزاب في مجلس النواب القبرصي توجه الى اسرائيل مساء السبت لتسليم مسؤولين اسرائيليين وفلسطينيين نص قرار برلماني يستنكر الهجوم الاسرائيلي على الاراضي الفلسطينية. تظاهرات اسبانيا وجرت امس تظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في مناطق عدة من اسبانيا للاحتجاج على اعادة احتلال المدن الفلسطينية والمطالبة بانسحاب الجيش الاسرائيلي. وجرت اضخم التظاهرات في برشلونة حيث بلغ عدد المتظاهرين سبعة الاف بحسب الشرطة وعشرة الاف بحسب عدد من الاحزاب السياسية والنقابات اليسارية والمنظمات غير الحكومية والحركات المناهضة للعولمة. وهتف المتظاهرون "كلنا فلسطينيون، كلنا عرفات"، مرددين شعارات معادية لرئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون والرئيس الاميركي جورج بوش. وقامت مجموعة من الشبان لدى تفرق التظاهرة باحراق قطعة قماش رسمت عليها نجمة داود. كما جرت تظاهرتان في سان سيباستيان وفيتوريا بلاد الباسك. البابا وفي الفاتيكان، صلى البابا يوحنا بولس الثاني امس حتى يحرر الله الاسرائيليين والفلسطينيين "من الحقد والتعطش الى الانتقام" وكذلك من اجل الرهبان "الذين يعيشون ساعات صعبة في كنيسة المهد" في بيت لحم التي تحاصرها القوات الاسرائيلية. وكرس البابا صلاته كلها للارض المقدسة، واكد انه "عندما يهيمن منطق السلاح، وحده الله يستطيع اعادة القلوب الى التفكير في السلام". وصلى من اجل السلام للشعبين الاسرائيلي والفلسطيني اللذين "على غرار ابراهيم يؤمنان بإله واحد". واضاف "وحده يستطيع اعطاء الطاقة الضرورية للتحرر من الحقد والتعطش الى الانتقام وسلوك طريق المفاوضات من اجل التوصل الى اتفاق والى السلام". وقال "تتجه افكاري في هذه اللحظة الى الرهبان الفرنسيسكان والروم الارثوذوكس والارمن الارثوذوكس الذين يعيشون ساعات صعبة في كنيسة المهد". اندونيسيا وفي جاكرتا تظاهر حوالى خمسة آلاف اندونيسي امس وأحرقوا اعلاماً اسرائيلية خلال تظاهرة تضامن مع الفلسطينيين. وانتقد خطباء ردود فعل الحكومة الاندونيسية التي قالوا انها ضعيفة جداً. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "اسرائيل هي الارهابية الحقيقية" و"أنقذوا فلسطين" و"الجهاد من اجل فلسطين". واعلنت استراليا امس استعدادها لارسال جنود في اطار مهمة حفظ سلام محتملة بين اسرائيل والفلسطينيين، وقال وزير الخارجية الكسندر داونر "اذا اراد الاطراف في الشرق الاوسط ان تضطلع استراليا بدور ناشط اكثر، فسنكون سعيدين بدرس كل الاقتراحات خصوصاً ان لدينا خبرة في ترسيخ السلام في مناطق مختلفة من منطقة آسيا-المحيط الهادئ".