استمرت أمس حملة الشجب الدولية للعملية العسكرية الاسرائيلية على مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية ورموزها، وكررت كل من فرنسا واسبانيا وتركيا واليونان دعوتها الى انسحاب الجيش الاسرائيلي والتطبيق الفوري لقرار مجلس الامن الدولي الاخير، في حين احرق مجهولون كنيساً يهودياً في بروكسيل بعد احراق كنيسين آخرين في مدينتي مرسيليا وليون الفرنسيتين. باريس، بروكسيل، مدريد، أثينا، سيدني - "الحياة"، الوكالات - في فرنسا، أبدى رئيس الوزراء ليونيل جوسبان "استغرابه" لتركيز اسرائيل ردها على الرئيس الفلسطيني معتبراً أن محاصرة عرفات "تدل بوضوح على ان الاعتداءات المريعة التي استنكرها أشد الاستنكار وتستهدف اسرائيل والسكان الاسرائيليين تنفذها قوات اخرى"، وأضاف "لذلك استغرب بعض الشيء من ان تركز اسرائيل ردها على السلطة الفلسطينية". وكرر جوسبان رغبة فرنسا في ان يتم تطبيق القرار الدولي رقم 1402 الذي يطالب انسحاب القوات الاسرائيلية من رام الله وفي ان "يتمكن ياسر عرفات المحاصر في مقره العام من التحرك"، واكد ان البحث عن حل سياسي "هو الخطوة الوحيدة التي تمكننا من وقف دوامة العنف وربما من كارثة اكبر في الشرق الاوسط". وأشار رئيس الوزراء الفرنسي الذي اتصل بوزير خارجيته هوبير فيدرين الى ان وزارة الخارجية الفرنسية ابلغت سفير اسرائيل في فرنسا بهذا الموقف. من جهة أخرى تظاهر مئات الاشخاص مساء الاحد في باريس بناء على دعوة من تجمع "فرنسا - فلسطين تضامن" للمطالبة "بارسال قوة حماية دولية للشعب الفلسطيني على الفور". وأصدر المرشح الشيوعي الى انتخابات الرئاسة الفرنسية روبير هو بياناً أاكد فيه انه "لم يعد محمولاً ان يبقى العالم، وبشكل خاص فرنسا واوروبا، ينظر بلا اي رد فعل على هذا التصعيد المرعب للمجازر في الشرق الاوسط وهذا التصعيد ضد الرئيس ياسر عرفات ومؤسسات السلطة الفلسطينية". وفي مدريد، شدد وزير الخارجية الاسباني جوزيب بيكيه الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الاوروبي الدعوة الى انسحاب القوات الاسرائيلية من الأراضي الفلسطينية، وأكد الحاجة لقيام وقف فوري لاطلاق النار ووقف العنف والارهاب وان يبذل الفلسطينيون واسرائيل وكذلك الجيران العرب جهوداً لوقف الارهاب. وفي بروكسيل ألقى مجهولون قنبلتين حارقتين على معبد يهودي، ما أسفر عن وقوع خسائر مادية داخل المعبد من دون اصابة أحد. وقالت الشرطة ان القنبلتين القيتا على المبنى في مقاطعة اندرلخت في بروكسيل منتصف ليل الاحد - الاثنين. وذكر شهود عيان ان خسائر طفيفة لحقت بالمعبد وان النيران احرقت الارضية وبعض المقاعد. ودان وزير الدولة البلجيكي للتنمية والتعاون ايدي بوتمانز الهجوم على معبد بروكسيل، وقال إنه لا يمكن السماح لصراع الشرق الاوسط باثارة اعمال عنف في بلجيكا التي تضم جالية عربية ويهودية. وكانت حوادث مشابهة وقعت في فرنسا الاحد حيث أتت النيران على كنيس في مرسيليا كلياً بعد احراق كنيس في ليون. وفي انقرة، وصف وزير الخارجية التركي اسماعيل جيم حصار الرئيس الفلسطيني بأنه "أمر غير مقبول"، وقال "ان ياسر عرفات رئيس دولة تعترف به تركيا رئيساً. وليس من حق احد ان يبدى هذا القدر من عدم الاحترام له ولما يمثله"، محذراً في الوقت نفسه من هذه الاجواء التي تشجع الفلسطينيين على "التطرف". وشدد الوزير التركي على ان "من غير الواقعي" ان ننتظر من ادارة "تتعرض للاذلال والاجتياح وزعيمها معزول ان تسيطر على العناصر الارهابية". وندد بالعمليات الانتحارية ضد المدنيين الاسرائيليين التى لا يمكن ان يكون لها كما قال "أي مبرر". وندد جيم من جهة اخرى "بانتهاكات حقوق الانسان ... التى يتعرض لها الشعب الفلسطيني بمجمله" في العمليات العسكرية الاسرائيلية، ودعا القوات الاسرائيلية الى الانسحاب من الاراضي الفلسطينيةوالولاياتالمتحدة الى التدخل، وقال: "لعبت الولاياتالمتحدة على الدوام دوراً اساسياً في كل مبادرات السلام. وينبغي ان لا تتخلى عن جهودها". من جهته، اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية اليونانية بانوس بيغليتيس ان وزير الخارجية جورج باباندريو الغى زيارة كان ينوي القيام بها امس الى اسرائيل "بسبب تدهور الوضع في المنطقة"، وقال: "ان زيارة باباندريو الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية الغيت بسبب تدهور الوضع في المنطقة واستحالة الوصول الى رام الله". وتوجه باباندريو بدل ذلك الى القاهرة في زيارة ل 24 ساعة. وكانت وزارة الخارجية الاسرائيلية أعلنت في بيان امس الاحد ان باباندريو سيصل الى اسرائيل الاثنين في اطار جولة في الشرق الاوسط. وأعلن سفير اسرائيل في اثينا ديفيد ساسون "لم نقل أبداً اننا لن نتمكن من ضمان أمن باباندريو في اسرائيل ولكننا لن نتمكن من ضمان أمن البعثة اليونانية في الاراضي الفلسطينية بسبب حال الحرب في هذه المنطقة". ودعت الحكومة البرازيلية الفلسطينيين والاسرائيليين الى تطبيق قرار مجلس الامن الدولي رقم 1402 "فوراً ومن دون قيود" لوضع حد لموجة العنف المتصاعد في الشرق الاوسط، وطلب بيان اصدرته وزارة الخارجية البرازيلية من الطرفين الالتزام بقرار الاممالمتحدة "خصوصاً في ما يتعلق بتطبيق فوري لوقف فاعل لاطلاق النار". وجدد البيان المطالبة بسحب القوات الاسرائيلية فوراً من الاراضي الفلسطينية. وفي سيدني، قام نحو الفين من الفلسطينيين ومؤيديهم بمسيرة سلمية الى القنصلية الاسرائيلية امس احتجاجاً على حملة القمع الاسرائيلية، وقال المحتجون الذين رفعوا لافتات كتب عليها "اوقفوا الاحتلال" و"شارون قاتل" ان الوقت حان كي تتخذ الحكومة المحافظة في استراليا موقفاً ضد اسرائيل بدعوتها الى سحب قواتها من الضفة الغربية.