كروفورد تكساس - أ ف ب، رويترز - جدد الرئيس الاميركي جورج بوش مطالبته اسرائيل بأن تسحب قواتها "من دون تأخير" من المدن الفلسطينية التي احتلتها، وفي مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير عقد امس في كروفورد في تكساس. اتهم بوش الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بانه "خذل" شعبه ولم يف تعهداته، ودعاه الى ادانة "الارهاب" علناً "بالعربية". كما اكد ان سياسة ادارته هي "تغيير النظام" في العراق والتخلص من رئيسه صدام حسين، مشيراً الى ان "كل الخيارات على الطاولة". واتفق بلير والرئيس الاميركي على ضرورة تغيير نظام صدام، واستعجال الانسحاب الاسرائيلي. وكان بوش وبلير التقيا خلال مأدبة صباح امس، ثم اطلعا في اجتماع على تقرير قدمته وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي أي. وقال الرئيس الاميركي انه وبلير اتفقا على ما ينبغي ان يقوم به طرفا النزاع في الشرق الاوسط. واوضح ان "على الفلسطينيين ان يعلنوا وقف نار فورياً وفاعلاً" ويضبطوا "الارهابيين"، داعياً اسرائيل الى ان "توقف عمليات التوغل في الاراضي الخاضعة لسيطرة الفلسطينيين وتبدأ سحب قواتها من المدن الفلسطينية التي تحتلها من دون تأخير". وشدد على تعبير "من دون تأخير". واشار الى انه ينتظر من رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ان "يمتثل لهذه الدعوة"، مؤكداً انه لا يتوقع ان يتجاهل الاسرائيليون هذا النداء "من اصدقائهم في الولاياتالمتحدةوبريطانيا". ورأى بوش ان "الرئيس عرفات فشل. تخلى عن شعبه، تسنّت له الفرصة تلو الاخرى ليثبت انه قائد حقيقي، لكنه لم يقم بمهماته. لقد خيب ظني". وزاد ان عرفات "لم يف وعوده. قال انه سيكافح الارهاب ولم يفعل، وعليه ان يتكلم بوضوح وبالعربية الى شعوب المنطقة ويدين كل العمليات الارهابية". وتطرق الرئيس الاميركي الى العراق قائلاً ان سياسة ادارته "كانت دائماً ان العراق سيكون في وضع افضل من دون صدام حسين. اما كيف سنتعامل مع ذلك، فهذا مفتوح للنقاش". واعلن انه متفق مع بلير على ضرورة ان "يثبت صدام انه لا يطور" اسلحة دمار شامل. وحذر من ان "كل الخيارات على الطاولة" إن لم يقدم صدام "الاثباتات المطلوبة" لعدم امتلاكه اسلحة محظورة. واعتبر ان الرئيس العراقي يشكل "تهديداً" لانه "يخفي شيئاً ما"، مضيفاً انه "زعيم هاجم شعبه بالغازات السامة". واستأنف بوش وبلير المحادثات امس قبل ان يحضرا حفلة عشاء. وبالاضافة الى الشرق الاوسط يناقش الزعيمان موضوع العراق و"الحرب على الارهاب" ومحادثات حلف الاطلسي في شأن انضمام اعضاء جدد الى الحلف وقضايا تجارية. وكان بوش اعلن في كلمته الاذاعية الاسبوعية ان الولاياتالمتحدة "ملتزمة بحزم" التوصل الى تسوية للازمة في الشرق الاوسط. وذكر ان "هذه التسوية يجب ان تقود الى قيام دولتين، اسرائيل وفلسطين، تتعايشان بسلام وامن"، مستدركاً ان "هذا الهدف لا يمكن ان يتحقق بالارهاب ولا يمكن ان يحصل الاّ بعملية سياسية". واضاف: "على الحكومات العربية والقيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني ان يقروا بأن الاعتداءات الانتحارية تعيق حتى احتمال قيام دولة فلسطينية مستقلة". وذكّر بأن وزير الخارجية كولن باول سيتوجه الى المنطقة في غضون ايام، مشيراً الى عدم وجود "اوهام" لديه حول "صعوبة مهمته". وقال "تصميمنا كبير، سنعمل مع دول المنطقة وحلفائنا المقربين مثل بريطانيا لوضع حد للنزاع وبدء عصر السلام". في بغداد، حضت القيادة القومية لحزب البعث الحاكم العرب امس، عشية الذكرى السنوية الخامسة والخمسين لتأسيس الحزب، على "ضرب المصالح الاميركية والاسرائيلية" في العالم العربي ودعم الانتفاضة الفلسطينية.