القدس المحتلة، كروفورد، بكين - "الحياة"، اف ب، رويترز - ابدى الرئيس الاميركي جورج بوش، امس، معارضة صريحة للوساطة الالمانية التي رتبت موافقة مبدئية على اجراء لقاء بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ووزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز. اذ جدد بوش دعوة عرفات الى بذل "جهود كلية" ل "وقف العنف في الشرق الاوسط ومن دون ذلك لن يكون ممكناً اجراء اي مفاوضات مع اسرائيل"، وكرر تأييده للموقف الاسرائيلي الذي يحمل الفلسطينيين "مسؤولية اعمال العنف"، مشدداً على وقف العمليات الانتحارية، ومتجنباً في الوقت نفسه انتقاد التوغل الاسرائيلي في اراض تابعة للسلطة الفلسطينية في الخليل. وجاء الموقف الاميركي بعد اتهام اسرائيل للسلطة بشن "حرب استنزاف" ضدها، وبعد تشكيك فلسطيني بجدوى عقد اجتماع بين عرفات ووزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز في ضوء التصعيد الاسرائيلي المتواصل، تبعه اتهام عرفات لاسرائيل بعرقلة اجراء محادثات عندما قال خلال زيارته للصين: "نحن مستعدون في كل وقت للمحادثات لكنهم يرفضون كما تعلمون". وفي ما بدا تبنياً واضحاً للموقف الاسرائيلي، قال بوش في كروفورد في ولاية تكساس: "اوضح الاسرائيليون تماماً انهم لن يتفاوضوا تحت تهديد الارهاب، واذا كان السيد عرفات مهتماً باقامة حوار فإنني ادعوه بقوة الى ان يحض الارهابيين الفلسطينيين على وقف التفجيرات الانتحارية". وسئل عن التوغل الاسرائيلي في حي ابو سنينة الخاضع للحكم الفلسطيني في الخليل مساء اول من امس، وتدمير منزلين، فقال: "آمل في ان يبدي الاسرائيليون ضبط النفس على كل الجبهات". وفسر مراقبون الموقف الاميركي على انه ضوء اخضر لشن مزيد من الهجمات على الفلسطينيين، عززه اعلان وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعيزر ان التوغل في الخليل يثبت ان اسرائيل "لم تعد مستعدة لضبط النفس" تجاه الفلسطينيين. وكان دوري غولد المستشار الديبلوماسي لرئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون اتهم في وقت سابق الفلسطينيين بشن "حرب استنزاف" ضد اسرائيل، مؤكداً ان تل ابيب "مصممة على الانتصار". واضاف ان عملية التوغل "رسالة واضحة للفلسطينيين تعني اننا مصممون على الانتصار في حرب الاستنزاف التي فرضت علينا"، مشيرا الى ان الاتفاقات المبرمة في كانون الثاني يناير عام 1997 في شأن الانسحاب الجزئي من الخليل تسمح بهذه التوغلات في حال وقوع هجمات فلسطينية. مجلس الامن وعلى صعيد التحرك في مجلس الامن، اعلن المندوب الفلسطيني لدى الاممالمتحدة ناصر القدوة ان الفلسطينيين تخلوا عن مشروعهم القاضي بالطلب الى مجلس الامن التصويت فورا على قرار في شأن الازمة في الشرق الاوسط يتضمن ارسال مراقبين دوليين الى الاراضي الفلسطينية. وقال بعد مشاورات اجراها مندوبو دول عدم الانحياز الثماني في المجلس: "لقد تقرر عدم مواصلة هذه الخطوة في الوقت الراهن". واعلن رئيس مجلس الامن لشهر اب اغسطس الفونسو فالديفيسو عقب اجتماع مغلق ان المجلس لم يتمكن من اتخاذ قرار يتعلق بالازمة بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وكانت واشنطن كررت اول من امس معارضتها اي تحرك يقوم به مجلس الامن في شأن الصراع العربي - الاسرائيلي، لكنها قالت انها قد تقبل اعلانا غير ملزم في شأن الازمة. لكن الفلسطينيين لم يرحبوا بذلك.