الى جانب اهتمامهن بالموضة التي تزين واجهات المحال كل سنة لجأت فتيات دمشق الى عمليات التجميل في الوجه والرقبة والبشرة، لكن خصوصاً تكبير الشفاه وتصغير الأنف ونفخ الصدور وتنظيف البشرة بأحدث الآلات. والتقت "الحياة" خبير التجميل حكم حمره مدير مركز ناتالي للتجميل وهو حاصل على دبلوم "ثيا" انترناشيونال من اليونان للوقوف على رأيه في هذه الظاهرة وتقديم بعض النصائح. فاستهل حديثه بالقول: "قد يصادف خبير التجميل مجموعة مشكلات أثناء عمله، لذلك أؤكد على ضرورة استشارة أصحاب الشأن الطبي وايجاد حال من التعاون المشترك بين الأطباء وخبراء التجميل للوصول الى نتائج متقدمة في جميع الحالات، وقد وصلت سيدات المجتمعات الشرقية عموماً الى ثقافة عالية في هذا الخصوص، بل أصبحت كل سيدة خبيرة تجميل تستطيع اجراء الحد الأدنى من العناية بوجهها. ولاحظت بعد 17 عاماً من العمل في هذا المجال ان سيدة المجتمع السورية قد تفوق في كثير من الأحيان سيدات المجتمع الغربي في العناية والاهتمام في شكل جمالها أو مضمونه. لذلك كان وما زال الجمال الشرقي جمالاً مميزاً لما يحتويه من عفوية وبساطة في الماكياج من دون اللجوء الى استعمال الكثير من المستحضرات التي نسمع أو نقرأ عنها أينما توجهنا. وتفاقمت ظاهرة عمليات التجميل في الآونة الأخيرة وأصبح لكل عيب في الوجه حل يمكن ان يلغيه كعمليات الأنف التي نجحت الى حد كبير وتكبير الشفاه ورسمها لتبدو كبيرة وغليظة. والحاجبان أيضاً يتلاعب بهما خبير التجميل بحسب الطلب ك"موديل" الجبل، أو سنام الجمل أو رسمه بعد ازالته تماماً وتكبير الصدر أو تصغيره بحسب الطلب أيضاًَ مع ما يتناسق مع الجسم، مقلدين بذلك بعض النجمات. ولكن تبقى البشرة هي الأصل، وقد لجأ الطب الحديث الى الطب القديم قاعدة أساسية يرتكز اليها الكثير من مركبات أدويتنا لهذا العصر. فمنذ القديم تعتبر المواد الطبيعية من أفضل الأدوية لشد الجلد والبشرة والتخلص من بعض الأمراض العيبية في الوجه مما تناقلته امهاتنا عن أمهاتهم كعصير الجزر وشرحات البطاطا المسلوقة والزبادي والملفوف، ولا ننسى أهمية ما جاء في الكتب السماوية كالعسل والتين وزيت الزيتون وحبة البركة وحص اللبان والعلقم والكثير مما لا يتسع ذكره من علاج طبيعي وحقيقي. وما دعوة الطب الحديث الآن الى الطب القديم الا شهادة واضحة وصريحة على ان ما ذكر من المؤرخين والأطباء والفلاسفة والحكماء القدماء لا يزال فاعلاً حتى اليوم. كل مخلوق يحمل صفات كثيرة ومهمة وقدراً لا يستهان به من الجمال الروحي والجسدي ونحن مطالبون بالعناية والحفاظ عليه. وأنا أخالف من يقول ان للجمال "مقاسات" تناسب ما بين أعضاء الوجه أو الجسم، وقد توصل مركزنا الى أهم أساليب الخدمة والعناية بالبشرة والشعر والابتكارات الطبيعية التي نستخلصها من الطبيعة فقط برية كانت أم بحرية ووصلنا الى نتائج مذهلة في عالم الجميل تضاهي الكثير من مستحضرات التجميل ودور العناية بالبشرة في أوروبا. ولا يفوتني أن أقدم بعض النصائح البسيطة والمهمة للحفاظ على نضارة الوجه والبشرة، خصوصاً لأصحاب البشرة الدهنية، فهم معرضون للأمراض أكثر من غيرهم، وعليهم في هذه الحال غسل الوجه ثلاث مرات يومياً بالماء الدافئ والصابون ويليه الماء البارد جداً واجراء "ماسكات" مرتين في الأسبوع مؤلفة من النشاء والليمون والعسل ومسحها بماء الورد وعدم الاكثار من وضع المساحيق وتركها على الوجه مدة طويلة والابتعاد من التوابل والشوكولا والمقالي، أما من كانت من ذوات البشرة الجافة فعليها استعمال المرطبات الخالية من المواد الكيماوية يومياً قبل النوم بساعة، كزيت الزيتون وزيت اللوز المرّ والغليسرين واجراء مسّاج لمدة دقيقتين قبل النوم أيضاً وعدم التعرض للشمس والمجففات الكهربائية وتيارات الهواء البارد والحار وغسل الوجه بأحد أنواع الصابون المخصصة لهذه البشرة. أما صاحبة البشرة العادية فباعتقادي انها محظوظة جداً لأن الأمر لا يحتاج منها الى الكثير من الوقت، وكل ما عليها هو الانتظام والاعتدال في تناول الغذاء وعدم الافراط في استعمال مستحضرات التجميل والمرطبات والاكتفاء بالطرق العادية لاجراء مساج خفيف لمدة دقيقتين والاكثار من تناول البقول الطازجة والفاكهة، وأخيراً فإن كانت من ذوات البشرة المختلطة عليها الاكثار من شرب السوائل والفواكه وتناول البقول الطازجة وتدليك البشرة بلطف يومياً في أثناء التنظيف، واجراء قناع مختلط بين البشرة الدهنية والجافة كما ذكرنا سابقاً، اضافة الى قناع اللبن.