بيروت - "الحياة" - شرعت وحدات من القوات السورية العاملة في لبنان بتفكيك بعض مواقعها في بيروت والضاحية الجنوبية والجبل لتعيد انتشارها في منطقة ضهر البيدر على خط حمانا الفاصل بين محافظتي الجبل والبقاع. ولاحظت "الحياة" في جولة ميدانية لها ان الانسحابات بمعظمها حصلت من العاصمة والضاحية ومحيط المخيمات الفلسطينية. ولا سيما من منطقة الجناح والخط البحري ومنطقة الغبيري. وفي حين أفاد مواطنون مقيمون بالقرب من النقاط العسكرية ان القوات السورية اخلت هذه المواقع مساء اول من امس وغادر الجنود في شاحنات عسكرية شرقاً، وقال أصحاب محال تجارية على الخط الدولي الذي يربط العاصمة بالبقاع انهم شاهدوا ليل اول من امس عشرات الشاحنات السورية تقل جنوداً وأعتدة تعبر خط بيروت في اتجاه ضهر البيدر، وأفاد آخرون انهم رأوا في الصباح الباكر شاحنات تتجه في الخط المعاكس نحو العاصمة وهي فارغة تمهيداً لنقل وحدات اخرى. وشاهد مراسل "الحياة" أمس عدداً من الجنود السوريين يعملون على اخلاء موقع عسكري على طريق المطار الجديدة بالقرب من مدرسة بيروت الحديثة وشوهدوا ينقلون الى الشاحنات بعض العتاد، فيما انشغل آخرون بتسهيل مرور السيارات في الاتجاهين تمكيناً لخروج الشاحنات من الموقع تباعاً. وعلى بعد نحو مئة متر غرباً استوى بعض الجنود في موقعهم على مقعد خشبي كانوا يرقبون زملاءهم. ولدى سؤال "الحياة" احدهم عن تفكيك الموقع المقابل قال: "ننتظر الأوامر للتحرك". اما المواقع الأخرى المحيطة بمخيم برج البراجنة فتبين ان ثلاثة منها اخليت تماماً في حين ابقي احد المراكز الذي قيل انه مفرزة امنية يتولى تنظيم الاتصال مع المراكز المتبقية. وانسحب هذا الأمر على المواقع التي كانت تشرف على مخيم شاتيلا والقريبة من منطقة الغبيري. وشاهدت "الحياة" انتشاراً لوحدات مؤللة من الجيش اللبناني متمركزة على مقربة من المواقع التي اخليت. اما على الطريق الدولي فكانت تشاهد من حين الى آخر شاحنات عسكرية افرادية تتجه صعوداً، بعضها يحمل جنوداً وأعتدة وأخرى مقفلة. وأثناء التنقل ببطء شديد على الخط الرئىس في اتجاه عاليه بفعل الضباب الكثيف الذي كان يغطي المنطقة، وباستثناء بعض المواقع المشرفة على عاليه وبحمدون والبعيدة من الاماكن السكنية انهمك عشرات الجنود بتفكيك موقعين في منطقة وطى عاليه ونقل محتوياتهما والأعتدة الى شاحنات كانت متوقفة امامهما في وقت كان جنود آخرون أنهوا نقل عتادهم من أحد المراكز عند مدخل بخشتيه وصعدوا الى الشاحنات تمهيداً للتحرك شرقاً. ولاحظ سكان محليون ان بعض المواقع في الجوار شهدت تخفيفاً للعناصر فيها. بينما تجمعت اربع شاحنات وثلاث سيارات جيب عسكرية محملة بالجنود الى جانب الطريق بالقرب من مستديرة بحمدون استعداداً للانسحاب شرقاً، فيما بدت المواقع في ضهور العبادية وبعلشميه وتخوم الكحالة على حالها وشوهد بعض الجنود في عدد من الأبنية على الخط الرئىس في هذه المناطق يحملون اسلحة فردية. وكذلك كانت الحال في منطقة المتن الشمالي اذ لم ترَ "الحياة" في بعض القرى والمناطق اي عمليات تفكيك للمواقع التي بقي حراسها عند مداخلها، ربما بسبب كثافة الضباب والمطر. فحال المواقع بدءاً من منطقة سن الفيل مروراً بالمكلس والفنار والمونتيفردي حيث توجد نقاط كثيرة، وصولاً الى رأس المتن وحمانا فالمديرج كانت ساكنة لا تدب على طريقها أي آليات أو شاحنات. لكن "الحياة" سجلت إخلاء مركز صغير في بلدة بيت مري اذ بدا خالياً من جنوده الذين خلفوا وراءهم شعارات دونت على الجدران.