بيروت، القدسالمحتلة "الحياة"، أ ف ب - عاد التوتر الى الجبهة اللبنانية - الاسرائيلية عصر أمس، متزامناً مع الذروة التي بلغها التدهور في الأراضي الفلسطينية. فبعد ثلاثة أشهر من الهدوء في منطقة مزارع شبعا، قصف "حزب الله" أمس المواقع الاسرائيلية في المنطقة بعشرات القذائف والصواريخ مستهدفاً إحدى الدوريات وأربعة مواقع هناك. وردت اسرائيل بقصف جوي وبري مدفعي كثيف على أطراف القرى المحيطة بالمزارع، في المناطق اللبنانية المحررة. ووصف وزير الدفاع الإسرائيلي بنيامين بن اليعيزر قصف "حزب الله" المواقع الإسرائيلية في شبعا بأنه "خطير جداً"، معتبراً أنه "حصل على ضوء أخضر من سورية وإيران". ونقل الناطق باسم الوزير ياردن فاتيكاي عنه قوله إن الدولة العبرية "لن تنجر إلى خوض معارك" في مزارع شبعا، لكنها "لن تسكت على مثل تلك الهجمات". وتصدت المضادات الأرضية ل"حزب الله" للطيران الحربي الاسرائيلي، ونقل تلفزيون "المنار" عن الاذاعة الاسرائيلية ان شظايا قذائف هذه المضادات سقطت في منطقة اصبع الجليل وشمال اسرائيل كريات شمونة، وأن بعض المستوطنين هرع إلى الملاجئ. وجاء في بيان أصدره "حزب الله": "رداً على الانتهاكات الصهيونية المتكررة والتزاماً بوعدها القاطع في الدفاع عن أرضها وشعبها، هاجمت مجموعات سيد شهداء المقاومة الاسلامية السيد عباس الموسوي في الخامسة إلا عشر دقائق عصر امس دورية لقوات الاحتلال الصهيوني على مشارف موقع رويسات العلم، وأصابتها اصابات مباشرة، على الأثر دارت مواجهات عنيفة مع عدد من مواقع الاحتلال الاسرائيلي في السماقة، زبدين رمتا ورويسة القرن". وأفاد شهود ان عشرات القذائف والصواريخ أطلقت على تحصينات المواقع المذكورة، وشوهدت أعمدة الدخان الأسود ترتفع فوقها. وشنت طائرات حربية اسرائيلية ثلاث غارات على تلال بلدات كفرشوبا وجبل السدانة وشويت، ملقية صواريخ جو أرض، في ظل تحليق كثيف للطيران الحربي والمروحي. وأفادت مصادر أمنية عن سقوط اكثر من 50 قذيفة من عيار 155 ملم خلال نصف ساعة، وطاولت خمس قرى قريبة من مزارع شبعا. وأعلنت المقاومة الاسلامية أن وحدة الدفاع الجوي فيها "أصابت طائرة تجسس استطلاع اسرائيلية من دون طيار، اثناء تصديها للخروق الجوية المعادية للأجواء الجنوبية بعد ظهر امس". ونقل تلفزيون "المنار" عن وسائل الاعلام الاسرائيلية باللغة العبرية ان طائرة الاستطلاع قد تكون اصيبت بنار المضادات الأرضية التابعة ل"حزب الله"، لكنها لم تسقط في جنوبلبنان". وسبق عملية "حزب الله" اعلان نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم ان "الطلبات الاميركية والصهيونية المستمرة لوقف المقاومة تهدف الى اراحة الجبهة الشمالية لاسرائيل كي تتفرغ للداخل الفلسطيني".