} قام الامين العام للامم المتحدة كوفي انان بزيارة تاريخية لافغانستان امس، اطلع خلالها على الجهود الدولية لاعادة الاعمار. وحضر مؤتمراً صحافياً اعلن خلاله رئيس الحكومة الموقتة حميد كارزاي تشكيلة لجنة مؤلفة من 21 عضواً ومكلفة الدعوة الى اجتماع "لويا جيرغا" لتشكيل حكومة انتقالية مقبلة تشرف على انتخابات. وانتهز انان الفرصة لتأكيد ان الاممالمتحدة طلبت من الدول المجاورة لأفغانستان عدم التدخل في شؤون هذا البلد. كابول، واشنطن - ا ف ب، رويترز - اعلن رئيس الحكومة الافغانية الموقتة حميد كارزاي في مؤتمر صحافي مشترك مع الامين العام للامم المتحدة كوفي انان في كابول امس، تشكيلة اللجنة المؤلفة من 21 شخصاً والتي ستكون مهمتها الدعوة الى اجتماع لمجلس اعلى للقبائل يعرف باسم "لويا جيرغا" يتولى تشكيل الحكومة المقبلة، تمهيداً للدعوة الى انتخابات عامة في غضون سنتين. وتلا كارزاي اسماء اعضاء اللجنة، مؤكداً ان اختيارهم جاء نتيجة قرار مستقل اتخذته الاممالمتحدة، في ضوء ترشيحات قدمتها حكومته. كما ابدى معرفته ببعض هؤلاء الاعضاء، وجهله معظمهم، ما اعتبر انه "يثبت انها لجنة محايدة حقاً". ويتوقع ان تشكل الحكومة الانتقالية في نهاية الاشهر الستة لولاية الحكومة الحالية، وتضطلع بالحكم في افغانستان لفترة 18 شهراً تجرى بعدها انتخابات. وقال انان ان "إعداد اللائحة لم يكن سهلاً"، مضيفاً ان الاممالمتحدة كانت وضعت 300 اسم اختارت اعضاء اللجنة من بينها. الدول المجاورة وأشار انان الى ان الاممالمتحدة طلبت من الدول المجاورة لافغانستان عدم التدخل في شؤون هذا البلد. وقال: "اصررنا على حكومات الدول المجاورة الا تتدخل في شؤون افغانستان ولا تكرر اخطاء الماضي". واضاف: "اعتقد ان معظم هذه الدول بدا يدرك ان من مصلحته وجود افغانستان مستقرة، يعمها السلام ... وتقيم علاقات طبيعية مع الدول المجاورة لها". وجاء كلام انان قبل ساعات من توجهه الى ايران التي اتهمتها اوساط الحكومة الافغانية الجديدة والادارة الاميركية بالعمل على زعزعة الاستقرار في افغانستان للمحافظة على نفوذها في المناطق الافغانية المحاذية لها. وكان انان وصل الى كابول صباحاً قادماً من إسلام آباد. واستقبله مسؤولون في الاممالمتحدة ووزراء افغان وفرقة من حرس الشرف تضم مجموعة من خبراء نزع الالغام الدنماركيين يحملون ادوات لرصد الالغام. وأعلن احمد فوزي الناطق باسم المبعوث الدولي الى افغانستان الاخضر الابراهيمي ان زيارة انان "تهدف الى التعبير عن التضامن مع الشعب الافغاني الذي يعاني الحاجة". وهو اول امين عام للامم المتحدة تطأ قدماه الارض الافغانية منذ 1959. وأجرى الامين العام للامم المتحدة محادثات مع كارزاي الذي عاد من جولة خارجية شملت السعودية واليابان والصين وطاجيكستان. وزار انان مدرسة للبنات فتحت بعد إقفال استمر خمسة اعوام في ظل نظام "طالبان". وأشار فوزي الى ان هذه الزيارة الى مدرسة بنات اعيد فتحها ترمز الى بدء عصر جديد في افغانستان. وقال ان "التربية مهمة بالنسبة الى الشعب الافغاني وتحتل القمة في لائحة اولويات الحكومة الموقتة". عبدالله يتهم باكستان على صعيد آخر، اعتبر وزير الخارجية الافغاني عبدالله عبدالله ان ابرز المسؤولين في حركة "طالبان" الذين اقصتهم الحملة العسكرية الاميركية وقوات المعارضة المحلية عن الحكم، لجأوا الى باكستان التي ساندتهم مدة طويلة. وقال خلال محاضرة ألقاها مساء اول من امس امام "كاونسل اون فورين ريلايشن" وهو مركز اميركي للدراسات في واشنطن "اعرف ان مسؤولي طالبان الرئيسين موجودون خصوصاً في باكستان". ودعا عبدالله حكومة اسلام آباد الى "تنظيف بيتها لأن العناصر الذين دعموا طالبان مدة طويلة، ما زالوا في باكستان وهم اقوياء ومسلحون ومزودون التجهيزات اللازمة". وأعرب الوزير الافغاني عن اعتقاده ان زعيم تنظيم "القاعدة" اسامة بن لادن لا يزال على قيد الحياة، لكن لم يذكر اين يمكن ان يكون. وقال: "لا شيء يحملني على الاعتقاد انه توفي"، وذلك تعليقاً على اعلان الرئيس الباكستاني برويز مشرف ان بن لادن توفي على الارجح. والتقى عبدالله امس، وزير الخارجية الاميركي كولن باول ومستشارة البيت الابيض للأمن القومي كوندوليزا رايس، وذلك في اطار التحضير لزيارة رئيس الحكومة الموقتة للبيت الابيض حيث يستقبله الرئيس الاميركي جورج بوش الاثنين المقبل. وأعلن عبدالله ايضاً انه يؤيد توسيع عمليات القوة المتعددة الجنسيات لحفظ الامن الى خارج كابول، لتشمل خصوصاً المدن الكبرى، والمساهمة بذلك في المحافظة على الاستقرار في البلاد. واعتبر ان الحملة على الارهاب التي اطلقتها الولاياتالمتحدة "لم تنته بعد ولم تحقق كامل اهدافها وأنه لا بد من مواصلتها". كذلك لم يعارض وجود الاميركيين لمدة طويلة في بلاده، وقال: "اذا كان ذلك ضرورياً في اطار الحملة على الارهاب او للمحافظة على الاستقرار في افغانستان، فلمَ لا؟".