حمّلت اسرائيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات المسؤولية عن العملية الفدائية في مستوطنة ادورا التي قتل خلالها اربعة مستوطنين يهود وأصيب ستة آخرون بجروح. واعلنت اسرائيل في ما بعد مقتل احد الفلسطينيين قرب المستوطنة لكن لم يتضح اذا كان من المهاجمين. واعتبر الفلسطينيون تنفيذ هذه العملية ردّاً طبيعياً على "المجازر الاسرائيلية"، وتأكيداً لفشل رئيس الوزراء ارييل شارون في حماية امن المستوطنات من خلال الحرب التي يشنها على الضفة الغربية. واعتبر الفلسطينيون العملية الفدائية التي نفذها مسلحان في مستوطنة "أدورا" شمال غربي مدينة الخليل "رداً على سفك الدماء والمجازر" التي يرتكبها الجيش الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وفشلاً لشعار عملية "الجدار الواقي". وأُصيب الاسرائيليون بصدمة وذهول لنجاح العملية التي اخترقت الاجراءات الامنية الصارمة في محيط المستوطنات، خصوصاً ان منفذي العملية تمكنا من الهرب، فيما وصل رئيس اركان الجيش الاسرائيلي شاؤول موفاز على متن مروحية عسكرية الى موقع العملية للاشراف شخصياً على التحقيق. وجاءت العملية بعد سلسلة محاولات فلسطينية فاشلة لتنفيذ هجمات ضد الاحتلال الاسرائيلي وبالتزامن مع استعدادات الحكومة لجني "الثمار السياسية" لاجتياحها الشامل واعادة احتلالها الاراضي الفلسطينية. وقال الامين العام لمجلس الوزراء الفلسطيني احمد عبدالرحمن ل"الحياة" ان العملية "رد طبيعي على سفك دماء الفلسطينيين في الشوارع وتأكيد على قدرة الفلسطينيين على النهوض والدفاع عن انفسهم في ظل الهجمة الاسرائيلية الشرسة". كذلك اثار نجاح العملية ارتياحاً في الشارع الفلسطيني في اطار "رفع المعنويات"، وكان مؤشراً كما قال احد الفلسطينيين الى ان "الاجراءات والتحصينات الامنية الاسرائيلية على حساب جثث الفلسطينيين وتدمير حياتهم لن تجلب الامن للاسرائيليين". ونظمت في الجزء الذي انحسر عنه الاحتلال في مدينتي رام الله والبيرة مسيرة اخرى لليوم الثاني سارت باتجاه مقر الرئيس الفلسطيني، الا انها ووجهت برصاص الجنود الاسرائيليين. ونفذ هجوم الخليل حوالي الساعة التاسعة والنصف من صباح امس حيث اقتحم فلسطينيان يرتديان الزي العسكري للجيش الاسرائيلي سياج المستوطنة بعدما احدثا ثغرة فيه واطلقا النار على المستوطنة المقامة على اراضي قريتي ترقوميا وتفوح، وقتلا اربعة مستوطنين وجرحا سبعة من بينهم اربعة جروحهم خطيرة. وشنت قوات كبيرة من الجيش حملة تفتيش ودهم في القرى المحيطة بالمستوطنة خصوصا قرية تفوح التي لا يزيد عدد سكانها عن 4000 فلسطيني. وقالت مصادر اسرائيلية انها قتلت فلسطينياً كان يحمل بندقية "ام 16"، لكنها لم تشر الى ضلوعه في العملية الفدائية. واصيب اربعة فلسطينيين اخرين برصاص الجيش خلال عمليات تفتيش واقتحام البيوت من بيت الى بيت. وتقع بلدة تفوح الملاصقة لمدينة الخليل من الجنوب ضمن المناطق الخاضعة للحصار الاسرائيلي المشدد منذ اكثر من شهر، كما مدينة الخليل نفسها التي اعاد الجيش احتلال حارتي ابو سنينة والشيخ في الجزء الذي كان محرراً في المدينة وما زالت اسرائيل تحتل البلدة القديمة من المدينة لحماية البؤر الاستيطانية التي يقطن فيها نحو 300 مستوطن وسط 600 الف فلسطيني. وشهدت القرى المحيطة بمدينة الخليل خلال الايام القليلة الماضية اعنف هجمة على الريف الفلسطيني واعتقالات واسعة طاولت نحو 40 فلسطينياً، اضافة الى اغتيال اثنين من كوادر حركة "فتح" البارزين في العملية ذاتها. الى ذلك أ ف ب، افاد مصدر عسكري اسرائيلي ان الجيش انسحب مساء اول من امس من مدينة قلقيلية المشمولة بالحكم الذاتي شمال الضفة الغربية، ومن ثلاث قرى مجاورة كان دخلها فجر امس.