واصل مرشح الجبهة الوطنية الفرنسية للرئاسة اليميني المتطرف جان ماري لوبن حملة التشهير الشخصية التي يشنها ضد منافسه الرئيس جاك شيراك، واتهمه بالعمل على انشاء "جبهة شعبية" حول ترشيحه، هرباً من القضاء الذي ينتظر استجوابه. وشن لوبن أيضاً هجوماً عنيفاً على رئيس الوزراء البريطاني توني بلير. وقال لوبن، صاحب الميل الدائم للظهور في مظهر الضحية، في مؤتمر صحافي عقده امس ان "النقابة العامة للمافيات ومجموعات الضغط والنقابات السياسية والاقتصادية من الاتجاهات كافة تناهض ترشيحي". واضاف: "ليس لدي سوى حليف واحد، لكنه حليف له وزنه، وهو الشعب الفرنسي". وتابع أنه يستمد كل مواقفه ويتحدث "باسم أولئك الذين لم يرضهم تطور السياسة الفرنسية، خصوصاً في المجالين الاقتصادي والاجتماعي". ودعا الى انشاء "تجمع وطني حقيقي" في مواجهة "الجبهة الشعبية" التي نشأت حول ترشيح شيراك، لتؤمن له الفوز بولاية رئاسية ثانية. واعتبر ان شيراك اعاد ترشيح نفسه من أجل تمديد حصانته الرئاسية والاستمرار في الهروب من "القضاة الذين ينتظرونه ويريدون الاستماع الى أقواله حول عدد من المشكلات". يذكر ان اسم شيراك ورد في اطار بعض القضايا المتصلة بأساليب التمويل غير المنظورة للأحزاب السياسية في فرنسا عندما كان يتولى رئاسة بلدية باريس. وهاجم لوبن رئيس الوزراء البريطاني بعنف، معتبراً انه "ليس اكثر عنصرية من توني بلير الذي يرفض استقبال المهاجرين القادمين الى سانغات"، شمال فرنسا. واقترح تنظيم "قطار خاص" من المهاجرين غير الشرعيين من مركز احتجازهم في سانغات لارسالهم الى رئيس الوزراء البريطاني. وتشهد صفوف الحزب الاشتراكي الفرنسي جدلاً حول الصمت الذي التزمه رئيس الحكومة ليونيل جوسبان، منذ إعلانه عزوفه عن العمل السياسي عقب الدورة الاولى الاحد الماضي. وكانت الكلمة التي ألقاها جوسبان بعد فشله خلت من أي دعوة لأنصاره للإدلاء بأصواتهم لمصلحة شيراك في الدورة الثانية. وفي روما رويترز قال مفوض الاتحاد الاوروبي رومانو برودي ان نتيجة الجولة الاولى من انتخابات الرئاسة في فرنسا كانت "صدمة ضرورية" يجب ان تقوي من اوروبا. واعتبر ان "تفتت اليسار سمح بنجاح الجبهة الوطنية في فرنسا. ومقترحات لوبن عبثية تقود الى كراهية". وأضاف ان فوز لوبن سيجبره على تشكيل آرائه في شأن قضايا مثل الهجرة التي تهم الناخبين بدرجة كبيرة. ورأى ان الاتحاد الاوروبي الموحد سيشكل قوة كبيرة لمحاربة مشاعر اليمين المتطرف. بلومبرغ صرح رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ ليل أول من أمس بأنه لم يستوح من هتلر اي تعابير سياسية كررها مرشح اليمين المتطرف جان ماري لوبن. وكان لوبن اعتبر خلال حملته الانتخابية انه "يساري اجتماعياً ويميني اقتصادياً وفرنسي وطنياً". وبعدما اتهمه اتحاد الطلبة اليهود في فرنسا بأنه اقتبس هذه العبارة من ادولف هتلر، دافع الزعيم اليميني عن نفسه قائلاً انه استعار هذه العبارة من "بلومبرغ رئيس بلدية نيويورك اليهودي"، وانه قرأ هذه العبارات في نشرة شركة الطيران الفرنسية "الموجودة على متن طائراتنا هذا الشهر". وكان بلومبرغ صرح في الحديث الى النشرة بأنه "ديموقراطي اجتماعياً وجمهوري ضريبياً".وقال ادوارد سكايلر الناطق باسم بلومبرغ: "لا يمكنني ان اعطي رأياً في شأن لوبن ولكن يمكنني ان اؤكد لكم ان العبارات التي استخدمها رئيس البلدية لوصفه عقيدته السياسية ليست مستوحاة من هذا المجرم".