تخشى القوات الاميركية تصاعد حرب العصابات التي يخوضها مقاتلو تنظيم "القاعدة" وحركة "طالبان" بعد مقتل جنديين من القوات المحلية الافغانية واصابة 13 آخرون بجروح منذ بداية الأسبوع، فيما ارسلت تعزيزات من القوات الافغانية الى اقليم في جنوب غربي افغانستان بعد سيطرة مناهضين لحاكم الولاية على طريق تجارية مع ايران. قاعدة بغرام الجوية افغانستان، لندن، واشنطن، اسلام آباد - رويترز، أ ف ب - قال الناطق باسم الجيش الأميركي الميجر برايان هيلفرتي أمس ان جندياً افغانياً قتل عندما ارتطمت سيارة عسكرية بلغم زرع حديثاً قرب قندهار جنوب. وأوضح ان الحادث الذي وقع أول من أمس جاء بعد يوم واحد على هجوم بقنابل يدوية اسفر عن مقتل جندي افغاني في مدينة خوست شرق وبعدما تعرض موكب سيارات وزير الدفاع الافغاني الجنرال محمد فهيم لكمين في جلال آباد اسفر عن سقوط اربعة قتلى. وتعتقد القوة الدولية التي تقودها الولاياتالمتحدة والتي تطارد فلول "طالبان" و"القاعدة" في الجبال الشرقية قرب الحدود مع باكستان ان مقاتلي التنظيمين يخططون لشن حرب عصابات. وأوضح هيلفرتي انه في حادث أول من امس مرت آلية عسكرية افغانية فوق لغم في قندهار، ما ادى الى مقتل جندي افغاني من حلفاء الولاياتالمتحدة وجرح خمسة آخرين بجروح. وأضاف في مؤتمر صحافي في قاعدة باغرام الجوية شمال كابول والتي تستخدمها القوة المتعددة الجنسية كمركز رئيس لادارة العمليات: "نعتقد ان اللغم زرع أخيراً على الارجح". وقال: "لا ضرورة لرفع درجة امننا لأنه في اعلى درجاته منذ ان دخلنا هذه الحرب ومنذ هجمات 11 أيلول سبتمبر. نحن الآن في اعلى درجات الاستعداد". وأفاد هيلفرتي انه لم تصله معلومات عن هجوم انتحاري في ما يبدو وقع في مدينة كرديز شرق مساء أول من أمس. وقال مسؤولون افغان انه ادى الى سقوط قتيلين. وجاءت هذه الاحداث في اعقاب هجوم بالصواريخ على دورية تابعة لقوات التحالف في الثالث من الشهر الجاري قرب مسرح قتال محتدم دار الشهر الماضي حول وادي شاهي كوت خلال اكبر معركة برية في الحرب في افغانستان. وذكر هيلفرتي انه لم تقع اشتباكات كبيرة مع مقاتلي "طالبان" و"القاعدة" أخيراً على رغم دوريات الحراسة المكثفة في اقليمي بكتيا وخوست وعلى رغم اكتشاف كهوف محصنة في الجبال ومخابئ اسلحة. من جهة أخرى، اعلنت وزارة الدفاع البريطانية مساء أول من أمس وفاة الجندي البريطاني في القوة الدولية لترسيخ الامن ايساف في افغانستان الذي اصيب بجروح خطرة في رأسه جراء اطلاق النار في شكل عرضي في كابول. واضافت الوزارة ان "الحادث وقع خلال القيام بدورية في كابول وان الجريح نقل الى مركز طبي فرنسي في المطار العسكري بالعاصمة الافغانية" حيث كان سينقل الى بلاده، "الا انه توفي في اثناء ذلك". وفي الاسابيع الاخيرة، كان الجنود البريطانيون في قوة "ايساف" هدفاً لاطلاق نار لم يسفر عن ضحايا. وتحدثت قوة السلام اخيراً عن ازدياد اعمال العنف في القطاع الغربي من العاصمة. واكد الناطق باسم الجيش البريطاني اللفتنانت كولونيل بول هارادين أمس انه ينتظر وصول مجموعة جديدة من الجنود البريطانيين الى قاعدة باغرام في الساعات ال24 المقبلة. وبذلك تكتمل القوات التي ارسلتها بريطانيا الى افغانستان وتضم 1700 رجل، لتعزيز صفوف التحالف المناهض للارهاب. من جهة أخرى، اكدت وكالة الانباء الاسلامية الافغانية انه تم ارسال تعزيزات من القوات الافغانية الى اقليم نمروز جنوب غربي افغانستان حيث سيطر زعيمان محليان مناهضان لحاكم الولاية على طريق تجارية مع ايران. واكدت الوكالة، ومقرها باكستان، ان الزعيمين عبدالرحمن وعبد الجليل سيطرا خلال هجوم بدأ الاثنين على منطقة غولدانا القريبة من الحدود الايرانية. واصيب خلال المعارك اربعة مسلحين موالين لحاكم نمروز، عبد الكريم باروهي، الموالي للحكومة الانتقالية في كابول. وأفادت الوكالة ان الحاكم ارسل 200 رجل الى المنطقة تعزيزا لقوة من 300 عسكري منتشرين فيها. ونقلت عن مسؤول محلي ان "المعارك متوقفة الان وتجري مفاوضات". واضاف ان المعارك جارية للسيطرة على ممر للبضائع وان مقاتلين محليين مستقلين يسعون للسيطرة على القطاع لجباية الرسوم الجمركية لقاء تمرير البضائع. وادى التوتر في نمروز الى تأخير عودة لاجئين افغان من ايران، كما اكدت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة في طهران. وكان ينبغي ان يعبر عشرات اللاجئين أول من أمس معبر ميلاك في جنوب شرقي ايران مع بدء عملية الترحيل الطوعي التي تنفذها الحكومة الايرانية والمفوضية العليا للاجئين. ولكن تم تجميد العملية بسبب "التوتر" في الاقليم المجاور، كما قال محمد نوري، الناطق باسم المفوضية في ايران من دون ان يوضح طبيعة التوتر. "القنابل الذكية" الى ذلك، افاد مسؤول في البحرية الاميركية ان تحقيقاً اولياً فتح حول فاعلية عمليات القصف الاميركية في افغانستان اظهر ان ثلاث قنابل من اصل اربع ألقتها الطائرات الاميركية اصابت اهدافها. وأدى الاستخدام المتزايد للاسلحة المسيّرة بدقة الى تحقيق فاعلية اكبر للقنابل قياساً الى الحملات العسكرية التي جرت 1991 في الخليج و1999 في صربيا. وأضاف المسؤول طالباً عدم ذكر اسمه ان بين 75 و80 في المئة من عمليات القصف التي نفذتها طائرات قوات "المارينز" والبحرية الاميركية اصابت اهدافها التي دمرت او تعطلت.