أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي أمس انه يمكن أن "يسمح" للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بالانتقال الى غزة "للتحقق من قدرته على محاربة الإرهاب في القطاع". ورفض الفلسطينيون الفكرة ورأى بعضهم فيها سيناريواً مشابهاً لإبعاد الحاج أمين الحسيني رئيس "حكومة عموم فلسطين" عام 1948، ما أدى الى تلاشي حكومته. وكانت السلطة الفلسطينية أجرت أمس محاكمة عسكرية ميدانية لأربعة من كوادر "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" بتهمة اغتيال وزير السياحة الاسرائيلي رحبعام زئيفي، في اطار البحث عن حل "ديبلوماسي" لفك الحصار عن مقر عرفات في رام الله. لكن ارييل شارون رفض هذه المحاكمة ونتائجها وأصرّ على ضرورة تسليم المتهمين مع الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات المفترض أنه موجود أيضاً كسجين في مقر عرفات. ولوحظ أن المحاكمة لم تشمل سعدات. وكان متوقعاً ان يعود مجلس الأمن الدولي الى الاجتماع أمس لاتخاذ قرار بشأن "لجنة تقصي الحقائق" التي عرقلت اسرائيل ارسالها وطرحت ثلاثة شروط هي، كما أعلنها وزير الخارجية شمعون بيريز: "ان لا تستخدم اللجنة شهادات الاسرائيليين ضدهم، وأن تتضمن خبيراً في الإرهاب، وأن لا تستخلص أي نتيجة"، قائلاً ان اسرائيل "لا يمكن ملاحقتها في أي حال أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي". وكان متوقعاً أن يتخذ مجلس الأمن قراراً جديداً يدعو اسرائيل الى رفع الحصار عن عرفات، ويدعو الفلسطينيين والاسرائيليين الى التعاون مع لجنة تقصي الحقائق. والتقى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان وفداً اسرائيلياً للاطلاع على مطالبه. وقتل ثلاثة فلسطينيين، أولهم برصاص "الوحدات الخاصة" بعد اعتقال مسؤول "فتح" في الخليل، والآخر في قصف اسرائيلي على دير البلح، والثالث كان يقود سيارة مفخخة عند معبر بين بيت لحم والقدس. وجرت جولة رابعة من المفاوضات لإنهاء حصار كنيسة المهد في بيت لحم من دون التوصل الى حل، لكن الاسرائيليين سمحوا بإجلاء تسعة فتيان وراهبين، كما اجليت جثتان. وعلى رغم استمرار التفاوض واصل الاسرائيليون اطلاق الرصاص والقنابل الدخانية حول الكنيسة، ولا تزال العقدة في السماح بإجلاء الناشطين الفلسطينيين من دون التعرض لهم، اذ ترفض اسرائيل انتقالهم الى غزة وتصر على اعتقالهم أو ابعادهم الى الخارج. واتهمت حركة "حماس" في بيان أمس رئيس جهاز الأمن الوقائي في الضفة الغربية العقيد جبريل الرجوب ب"دور مشبوه" منذ 1994، واعتبرته "خارجاً عن الصف الوطني" بعد "تواطئه" لتسليم الأسرى في سجن بيتونيا. في غضون ذلك يستعد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس أبو مازن للسفر الى موسكو لاجراء مشاورات قالت مصادر روسية انها تتناول "أفكاراً جديدة" قد تطرح في اجتماع رباعي يعقده وزراء خارجية الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمين العام للأمم المتحدة في واشنطن.