حذرت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" السلطة الفلسطينية من مغبة محاكمة الامين العام للجبهة احمد سعدات وعدد من القياديين فيها الذين تتهمهم اسرائيل باغتيال وزير السياحة الاسرائيلي رحبعام زئيفي. وجاء هذا التحذير في اعقاب ابداء السلطة استعدادها لمحاكمة المتورطين في اغتيال زئيفي في محكمة فلسطينية في رام الله فور عودة الامور الى طبيعتها، وهو أمر رفضته اسرائيل. وتطالب الحكومة الاسرائيلية السلطة بتسليم سعدات ورفاقه المتورطين في اغتيال زئيفي، اضافة الى مدير المالية العسكرية في السلطة العميد فؤاد الشوبكي المتهم في قضية سفينة الاسلحة "كارين ايه"، شرطا مسبقا لرفع الحصار الذي تضربه على مقر الرئيس ياسر عرفات في رام الله. وتعتقد اسرائيل ان سعدات والشوبكي موجودان في مقر عرفات، ملمحة الى احتمال اقتحام مقره لاعتقالهما، الامر الذي ينكره الفلسطينيون ويرفضونه. وللخروج من الازمة الراهنة بعدما تردد ان عرفات ابلغ وزير الخارجية الاميركي كولن باول رفضه تسليم اي "مطلوب" الى اسرائيل، وبعدما تردد ان رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون ابلغ باول انه ينوي اقتحام مقر عرفات قريبا، اقترح محمد رشيد مستشار عرفات عبر قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية اول من امس محاكمة سعدات ورفاقه وفق القانون الفلسطيني وامام محكمة فلسطينية. كذلك افاد مسؤول فلسطيني رفيع المستوى اول من امس ان السلطة بعثت برسالة الى الادارة الاميركية تبلغها بان "المتهمين بقتل زئيفي هم قيد التحقيق وسيحاكمون فورا امام محكمة فلسطينية في رام الله فور عودة الامور الى طبيعتها". واضاف انهم اعتقلوا في 21 شباط فبراير ونقلوا بسيارات اميركية من نابلس الى رام الله بالتنسيق الكامل مع الاميركيين والاوروبيين وبمعرفة مصر والاردن وروسيا والامم المتحدة. وذكر ان تصريح الرئيس جورج بوش الذي دعا فيه الخميس السلطة الى احالة قتلة زئيفي على القضاء يعطي مبررا لاسرائيل لاقتحام مقر عرفات، وان السلطة اكدت في الرسالة استعدادها "للتعاون معكم لحل هذين الموضوعين، موضوع رام الله وكنيسة المهد". ورفضت اسرائيل امس الاقتراح الفلسطيني رفضا قاطعا، مؤكدة مجددا انها ستعتقلهم "عاجلا او آجلا". وقال مسؤول في رئاسة الحكومة الاسرائيلية لوكالة "فرانس برس" ان "قبول الاقتراح المخادع غير وارد وكان يمكن لعرفات ان يحيل قتلة زئيفي الخمسة الذين يقوم بحمايتهم في مقره في رام الله على القضاء". في المقابل، حذر عضو المكتب السياسي ل""الشعبية" الدكتور رباح مهنا من ان اقدام عرفات على محاكمة سعدات ورفاقه يعني "رفع ورقة التوت الاخيرة ودق مسمار كبير في نعش العلاقات الوطنية ودفعنا للافتراق". واضاف ل"الحياة": "نحن لسنا حريصين على حياة رفاقنا فقط، بل لان محاكمتهم تعطي مؤشرا سياسيا خطيرا الى اتجاه السلطة وعرفات نحو التنازل عن قضايانا".