القدس المحتلة، بيت لحم، موسكو - أ ف ب، رويترز - فيما عقدت الجولة الرابعة من المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل، الخاصة برفع الحصار الذي يفرضه الجيش الاسرائيلي على كنيسة المهد في بيت لحم منذ اكثر من ثلاثة اسابيع، أعلن ناطق باسم الجيش الاسرائيلي اجلاء تسعة اطفال فلسطينيين وجثتين بمرافقة راهبين بعد ظهر امس. وتعذرت معرفة وجهة الراهبيْن بدقة، خصوصا ان قنابل دخانية انفجرت في الوقت نفسه في ساحة المهد قبالة الكنيسة. وقبل خروج الراهبين، دعا الجيش باللغة العربية بواسطة مكبر الصوت "الاخ ابراهيم" المسؤول عن الرهبان داخل الكنيسة "للاستعداد لاخراج جثتين موجودتين داخل الكنيسة وكذلك ثلاثة شبان" الى الساحة حيث كانت سيارتا إسعاف فلسطينيتان ودبابة اسرائيلية متوقفة. وكان ناطق باسم الجيش الاسرائيلي قال لاذاعة الجيش في وقت سابق "ان في نيتنا السماح باخراج اشخاص عدة من الكنيسة وكذلك جثة او جثتين لدفنهما". واضاف: "تعهد الارهابيون باطلاق ما بين 10 و15 فتى تحت سن 18 عاما ومن بينهم صبيان عمرهما عشرة اعوام ووافقوا على ان ينقل الجيش جثتين من الكنيسة". وزاد: "نعتبر، بحذر شديد، ان هناك حالياً رغبة أكبر من الجانب الفلسطيني بالتوصل الى حل". وفي الكنيسة، يوجد نحو 230 شخصا معظمهم رهبان وقساوسة وراهبات وعمال الكنيسة ومدنيون، لكن اسرائيل تقول ان ما بين 35 و40 فلسطينيا من الملاحقين بتهمة تنفيذ عمليات ضد اسرائيل متحصنون فيها، واقترحت على الملاحقين تسليم انفسهم كي يحاكموا في اسرائيل او طردهم الى دولة عربية، لكن فريق المفاوضين الفلسطينيين الذي يضم خمسة اشخاص رفض هذين الخيارين. وكان لقاء جرى مساء اول من امس انتهى من دون تحقيق اي نتيجة. وصرح رئيس الفريق الفلسطيني المفاوض صلاح التعمري: "لم نتوصل الى اتفاق في شأن مصير الفلسطينيين" الذين تلاحقهم اسرائيل. واضاف: "نحن بصدد نقل الجثتين. ضابط الاتصال الفلسطيني هناك وضابط الاتصال الاسرائيلي هناك والاسعاف هناك". واستمرت المحادثات اربع ساعات وكانت علقت بسبب تبادل اطلاق النار في محيط الكنيسة. وادى اطلاق النار الى مقتل فلسطيني وإصابة آخريْن بجروح، فلسطيني وإسرائيلي. وحذر الناطق باسم الجيش الجنرال رون كيتري الصحافيين الاجانب الموجودين في بيت لحم من "اختراق مناطق عسكرية مغلقة". وقال: "انهم يعرضون حياتهم للخطر من خلال الدخول الى هذه المناطق ونوصيهم بالعمل عبر الاخذ بالاعتبار تعليمات القيادات على الارض". وفي موسكو، استجاب البطريرك الاورثوذوكسي اليكسيس الثاني لنداءات وجهها الارثوذوكس في بيت لحم، وانتقد اول من امس اسرائيل التي ادخلت الكنيسة في النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي عبر احتلالها احد المواقع المقدسة في بيت لحم. ودان "اعمال العنف التي تدنس الارض المقدسة كمحاولات توريط الكنيسة الارثوذوكسية بطريقة غير مباشرة في تصعيد النزاع عبر استخدامها غير الشرعي لاراض ومبان عائدة لها لتأجيج النزاعات". وكانت روسيا طلبت في وقت سابق من الشهر الجاري من السفير الاسرائيلي في موسكو ايضاحات عن احتلال الجنود حدائق ومبنى تملكه الكنيسة الاورثوذوكسية في بيت لحم. ونقلت وكالة انباء ايتار-تاس عن اليكسيس الثاني قوله: "سبق ان وجهنا احتجاجات على هذه الاعمال التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي الى الرئيس ورئيس الوزراء الاسرائيليين".