درجت قنوات التلفزيون المحلية المصرية، منذ بدء الاجتياح الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية في نهاية آذار مارس الماضي، على تغطية انباء التظاهرات الاحتجاجية سواء في الجامعات أو الأزهر، لكننها بالطبع لا تشير إلى أن المتظاهرين يطالبون بطرد السفير الإسرائيلي ويحتجون على استمرار وجود السفارة الاسرائيلية في القاهرة. وتكتفي بالإشارة إلى أن الاحتجاجات تتوجه ضد أميركا وإسرائيل، مع عرض مشاهد حرق علمي الدولتين. لكن المواطن المصري يشاهد تفاصيل أخرى في الفضائيات، بينها مشاهد الصدامات بين الشرطة والطلاب في جامعتي القاهرة والاسكندرية، الامر الذي استفز الجهات الرسمية المصرية إلى درجة أن بعضهم طالب الرئيس حسني مبارك باتخاذ إجراءات ضد "الذين يسيؤون إلى مصر". وتحظى قناة "الجزيرة" بالطبع بالقدر الأكبر من الاستياء المصري. ولا يمر أسبوع من دون أن يكتب مقال أو يبث برنامج ينتقد القناة ويطالب بالتصدي لها. لذلك كان مستغرباً أن تبث محطات التلفزيون المصري وسط التيار المعادي للفضائيات العربية عموماً، و"الجزيرة" خصوصاً، أغنية وطنية جديدة للمطرب محمد فؤاد كان حضور القناة القطرية فيها طاغياً. فبين مقاطع الأغنية يظهر صوت مراسل "الجزيرة" في فلسطين وليد العمري ليزيد من تأثير كلمات الأغنية ولحنها وصوت فؤاد ومشاهد المذابح الإسرائيلية. فبعدما يغني فؤاد "الأقصى نادى والندى غالي.. ويهون علشانه العمر لو غالي"، يرتفع صوت العمري وهو يعلق على أوضاع الفلسطينيين: "رجل ظل دون زوجته وأولاده، وطفل يبحث عن والديه، وامرأة تبحث عن أولادها وزوجها وأولادها الذين لا تعرف عنهم شيئاً، وبيوت أحرقتها الغارات". ويعود المطرب بعدها ليغني "مليون شهيد وعروسة بالفرحة كتبوا الكتاب بالدم على الطرحة.. رايحين بشوق على جنة الخالدين، زفة وملائكة منورة فلسطين". وفي الصورة: ملصق الفيلم السينمائي "بركان الغضب"، في احد شوارع القاهرة التي تعيش على وقع الانتفاضة الفلسطينية. ويروي الفيلم قصف فلسطيني يتمكن من تهريب السلاح الى الاراضي الفلسطينية من مصر، من اجل القتال ضد الاحتلال الاسرائيلي. أ ف ب.