بعد أن اعتاد العرب على انتهاك إسرائيل لحقوقهم طيلة عقود وعقود وجدوا أنفسهم مرة أخرى عرضة للانتهاك الإسرائيلي ولكن هذه المرة في المجال الإعلامي والبث الفضائي التليفزيوني وهو ما كشفته صحيفة معاريف حول قيام شركات البث عبر الكوابل الإسرائيلية بسرقة حقوق البث الخاصة بالقنوات العربية خاصة الخليجية واللبنانية دون الحصول على تصريح من إدارات تلك القنوات. وتحدث التقرير عن قيام شركات اسرائيلية بالتعدي على حقوق الملكية الفكرية الخاصة ببعض القنوات العربية دون الحصول على تصريح وتقوم بإعادة بث القنوات الأكثر شعبية في منطقة الخليج العربي وكذلك القنوات اللبنانية والمصرية، وهو الأمر الذي يحظي برضا كبير من قبل المشتركين الإسرائيليين، لكن ثارت مؤخراً مخاوف من حدوث مشاكل بسبب هذا التعدي غير القانوني من قبل الشركات الإسرائيلية خاصة وأن بعض تلك القنوات يقف من وراءها حكومات عربية وهو ما دفع جهات مقربة من تلك المحطات لتوجيه الاتهام لشركة HOT و yes بسرقة حقوق الملكية الخاصة بها. الشركات الإسرائيلية تقوم بسرقة حقوق البث فبعد أن تقوم باستقبال بث هذه المحطات عبر الأقمار الصناعية وهي محطات مجانية مفتوحة، تقوم بإعادة بثها مرة أخرى للمشتركين في إسرائيل وتكون ضمن باقة من القنوات عبر اشتراك شهري، ومن بينها محطات تحظي بشعبية جارفة، تتضمن محطات تتبع حكومات عربية من بينها دول تعتبرها إسرائيل دولاً معادية مثل سورية، وأشار إلي أن المحطة الوحيدة التي يتم بثها عبر الكوابل الإسرائيلية باتفاق مع إدارتها هي محطة الجزيرة الفضائية القطرية . وكشفت الصحيفة عن أسماء بعض المحطات العربية التي تقوم الشركات الإسرائيلية بسرقة بثها، مشيرةً إلي أن شركة HOT لم تحصل على أي ترخيص من قبل محطة تليفزيون المستقبل والتي تعود ملكيتها لعائلة الحريري اللبنانية وهي محطة إخبارية وترفيهية تعد من أكثر المحطات شعبية في العالم العربي وتبث برامج تحظي بشعبية جارفة مثل برنامج سوبر ستار وهو النسخة العربية من برنامج ستار أكاديمي، كما تقوم الشركة بإعادة بث قناة LBC التي تبث من بيروت وتعد من المحطات التي تدعم الطائفة المسيحية في لبنان وتعود ملكيتها لرجل الأعمال اللبناني بيير ضهر، كما تقوم الشركة بإعادة بث قناتي التليفزيون السوري والسعودي ومحطة تليفزيون دبي الإماراتية ومحطة تليفزيون MBC التي تعود ملكيتها الوليد الابراهيم المقرب من القصر الملكي السعودي وهي محطة متخصصة في بث البرامج الإخبارية والدرامية وقامت بالحصول على حق إنتاج برنامج من سيربح المليون، وكشفت الصحيفة العبريّة أيضًا عن أسماء المحطات التي تقوم بسرقة بثها شركة yes الإسرائيلية، مشيرة إلي أنها تتضمن محطة MBC و LBC وقناة أبو ظبي وهي محطة حكومية إماراتية. ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع داخل مكتب محطة MBC في القدسالغربية قوله إن المحطة لم تمنح أي شركة إسرائيلية حق إعادة البث للمحطة، كما نقلت عن ممثل محطة أبو ظبي الإماراتية في مدينة رام الله الفلسطينية قوله إن الشركات الإسرائيلية لم تطلب أي تصديق لإعادة بث المحطة عبر الكوابل الإسرائيلية وأن المحطة لم تعط أساساً أي تصديق من هذا النوع . ووصف المحامي الإسرائيلي زكي كمال الذي يشغل منصب المستشار القانوني لمحطة تليفزيون الجزيرة القطرية أن الحديث يدور عن انتهاك حقوق الملكية الفكرية سواء طبقاً للقانون الإسرائيلي أو القانون الدولي, مؤكداً أن ما تقوم به الشركات الإسرائيلية انتهاك لحقوق الملكية وأن إسرائيل لا يعنيها العالم العربي في شيء. وكشفت "معاريف" عن قيام محطتي تليفزيون مصريتين وأخرى عربية تبث من إسرائيل متخصصة في بث الكليبات الغنائية وتمتلك حقوق بث مجموعة من الأغاني العربية لكبار المطربين العرب ومن بينهم فريد الأطرش وأم كلثوم وعبد الحليم حافظ ومجموعة من كبار المطربين في العالم العربي حالياً مثل ديانا حداد ونوال الزغبي، بتقديم شكوى ضد مؤسسة الكوابل والأقمار الصناعية وضد شركتي HOT و yes تتهمهم فيها بسرقة البث الخاص بهما، وجاء في الشكوى أن الشركات الإسرائيلية تقوم بإعادة بث تلك القنوات دون الحصول على أي مصادقة من المنتج . ونقل حوجي عن مصدر في شركة yes قولها أن شركته غير معنية بالكشف عن الاتفاقيات التجارية التي أبرمتها في مجال الإعلام، فيما أكد مصدر مسئول بشركة HOT قوله إن شركته لا يمكنها الكشف عن بعض الشئون التجارية الخاصة بها على صفحات الجرائد وعن الشكوى المقدمة ضدها من محطات الأغاني المصرية قال أنه ليس لها أي سند وأن الدافع من وراءها ذو شأن تجاري بحت ودوافع غير منطقية. جدير بالذكر أنّ انتهاك الملكية الفكرية من قبل إسرائيل للأعمال المصرية أمر معهود منذ عقود حيث تهتم وسائل الإعلام الإسرائيلية بمتابعة وعرض الأعمال السينمائية المصريةً دائماً، حيث تعرض فيلماً مصرياً كل يوم جمعة في تمام الساعة الرابعة عصراً على القناة (33) الإسرائيلية مترجماً إلى العبرية ولا يعلم إن كانت نقابة الممثلين في مصر أو القائمين على هذه الأفلام قد وافقوا على عرضها أم لا، أو أن نقابة الممثلين في إسرائيل قد تقدمت بطلب رسمي إلى الجهات المعنية لعرض هذه الأفلام، كما بدأت دور السينما الإسرائيلية في سرقة الأفلام المصرية وهو ما كشفته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، وتأكيدها على تدشين أول دور سينما عربي في كيبوتس عين حارود، لعرض أفلام عربية جديدة مساء كل جمعة، حيث عرض المجلس الإقليمي لمستوطنة جلبوع فيلم (مرجان أحمد مرجان) عادل إمام، وتبلغ قيمة التذكرة 15 شيكل وبالطبع دون حصول منتج الفيلم الأصلي على أي حقوق من إسرائيل.