نفذت "قوات خاصة" تابعة للجيش الاسرائيلي امس عمليتين راح ضحيتهما فلسطينيان من "كتائب شهداء الأقصى" في مخيم البريج في قطاع غزة، وآخران في قرية طلوزة شمال الضفة الغربية حيث توفي جندي متأثرا بجروحه، ما رفع عدد الشهداء امس الى ستة. في غضون ذلك، لم يبد ان ثمة تسوية في الافق في شأن الحصار الذي يفرضه الجيش الاسرائيلي على مقر الرئيس ياسر عرفات في رام الله، وحول كنيسة المهد حيث سحب اوراق اعتماد مجموعة من الصحافيين كانت في المنطقة. القدسالمحتلة، غزة، نابلس، بيت لحم، كوبنهاغن - أ ف ب، رويترز - اعلنت مصادر طبية استشهاد ثلاثة فلسطينيين فجر أمس برصاص الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة. وأفادت ان المواطنين اكرم العوادة 25 عاماً وخالد النباهين 27 عاماً استشهدا برصاص قوات الاحتلال شرق مخيم البريج جنوبغزة، فيما اوضحت مصادر فلسطينية ان "الشهيدين من عناصر كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة فتح"، مشيرة الى انه "قد تكون عملية اغتيال وراء استشهادهما". وأوضح مصدر في الشرطة الفلسطينية انهما "قتلا برصاص وحدات خاصة اسرائىلية توغلت عشرات الامتار قرب الخط الفاصل بين قطاع غزة واسرائيل من ناحية المخيم". وشيع الشهيدان في جنازة دعت اليها لجنة المتابعة العليا التي تضم القوى الوطنية والاسلامية الفلسطينية وفقاً لمصدر قريب من "فتح". واضافت المصادر الطبية ان فلسطينياً ثالثاً استشهد فجراً قرب مستوطنة "دوغيت" في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة. وقال ناطق عسكري اسرائيلي ان الفلسطيني قتل بينما كان يحاول التسلل الى المستوطنة. اما في الضفة الغربية، فأعلنت مصادر طبية فلسطينية استشهاد ثلاثة فلسطينيين برصاص الجيش. وصرح مصدر عسكري اسرائيلي بأن ناشطين فلسطينيين لم يكشف هويتهما قتلا امس في تبادل لاطلاق النار مع جنود اسرائيليين في قرية طلوزة قرب بلدة عصيرة الشمالية شمال الضفة، كما توفي جندي اسرائيلي متأثرا بجروح اصيب بها في الاشتباك الذي وقع في اطار عملية شنتها "وحدة خاصة" في الجيش الاسرائيلي بهدف اعتقال ناشطين ملاحقين. وأوضحت مصادر طبية ان الفلسطيني جبريل العوني اصيب برصاصة في الرأس فيما كان عائداً الى قريته عزموط قرب نابلس اطلقها جنود كانوا يفرضون حظر تجول بين نابلس والقرى المحيطة. وكان الجيش اعاد نشر قواته في نابلس اول من امس، لكنه ابقى على حصار المنطقة بنشر آليات مدرعة ودبابات على كل الطرقات المؤدية الى المدينة. اصابة ثلاثة "عملاء" في رام الله وفي رام الله، قال شهود ان مسلحين مقنعين اطلقوا النار على ثلاثة فلسطينيين يشتبه في تعاونهم مع اسرائيل، واصابوهم في سيقانهم لدى وقوع سيارتهم في مكمن بعد يوم من انسحاب القوات الاسرائيلية من معظم اجزاء المدينة مع ابقاء الحصار على مقر الرئيس ياسر عرفات. واضاف الشهود ان المسلحين حاولوا منع سيارة اسعاف فلسطينية من اخذ الرجال الى المستشفى وقالوا لرجال الانقاذ انهم متعاونون ويستحقون ان ينزفوا حتى الموت. وعلى رغم ذلك اخذ رجال الاسعاف المصابين في سيارات الاسعاف الى المستشفى. الى ذلك، منع الجنود 30 متظاهراً من دعاة السلام من الدخول الى مقر عرفات في رام الله. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها: "عرفات شريكنا" او "لينته الاحتلال"، وتمكنوا من اجتياز حاجز اقيم على مدخل المقر العام قبيل لقاء مقرر بين الرئيس عرفات ومساعد وزير الخارجية الاميركي ويليام بيرنز. اثر ذلك قامت دبابة وعربة نقل جند اسرائيليتان بسد الطريق امامهم واجبرهم 12 جندياً اسرائيلياً على مغادرة المكان. وأكد مسؤول المجموعة غادي الغازي الاستاذ في جامعة تل ابيب: "استحال علينا المرور لأنه كان علينا الاهتمام بأمننا الخاص. غير اننا سنحاول مرة اخرى وبطريقة مختلفة". وقال ليود كينان عضو البرلمان الاسكتلندي الذي وصل الى رام الله في مهمة تحقيق وانضم الى دعاة السلام: "انهم الجنود كانوا اقل حدة من امس الأحد حتى انهم كانوا مهذبين بعض الشيء". في غضون ذلك، ابقت القوات الاسرائيلية على حصارها لكنيسة المهد في بيت لحم امس بعد انسحابها الى مشارف المدن الرئيسية في الضفة التي دمرتها في اجتياح عسكري كاسح. وافاد مراسل وكالة "فرانس برس" ان الجنود صادروا بطاقات اعتماد 17 صحافياً يعملون في وسائل الاعلام الدولية كانوا في محيط كنيسة المهد المحظور على الصحافيين وغيرهم. وقال المراسل ان البطاقات التى صودرت هي بطاقات موقتة اصدرتها الحكومة الاسرائيلية، وهي ترمي الى تسهيل تغطية النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي امام وسائل الاعلام الاجنبية. ومن بين الذين سحبت بطاقات اعتمادهم صحافيون يعملون لدى وكالتي "رويترز" للأنباء و"اسوشييتد برس" وفي هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي. وكانت مجموعة من الصحافيين تقترب من ساحة المهد كما كان يحدث كل يوم تقريباً طوال الاسابيع الثلاثة الماضية عندما اوقفهم ضابط برتبة ميجر قائلاً: "هذه منطقة محظورة. تعلمون انه ما كان يجب أن تتواجدوا هنا". وأمرهم بتسليم بطاقاتهم الصحافية التي أصدرتها لهم الحكومة الاسرائيلية واللازمة لعبور نقاط التفتيش العسكرية في الضفة وقطاع غزة، قائلاً إنه سيعرضها على المكتب الصحافي التابع للجيش. وقال: "سأعيدها لكم في الفندق في أسرع وقت ممكن"، مشيراً إلى الفندق الذي يقيم فيه الصحافيون في بيت لحم. وأضاف: "انتظروا بطاقاتكم الصحافية في الفندق". ... والمشهد في جنين "اكثر فظاعة من زلزال" وفي مخيم جنين، افاد علاء طوالبة شقيق زعيم حركة "الجهاد الاسلامي" محمود طوالبة، ان شقيقه استشهد خلال المعارك في المخيم. واضاف وهو واقف على اطلال منزل مدمر: "قال لنا السكان ان محمود كان في هذا المنزل مع مقاتلين آخرين عندما قتلوا في انفجار صاروخ". وزاد ان الجثة كانت مقطعة إرباً، لم يكن هناك وجه وكانت الجثة متفحمة تماماً. الناس قالوا انها جثته". في غضون ذلك، تواصلت أعمال الاغاثة بحثاً عن ناجين تحت الأنقاض في مخيم جنين، فيما اوقف البحث عن جثث. واعرب الامين العام العام للصليب الاحمر الدنماركي يورغن بولسن الذي زار المخيم اول من امس عن "صدمته"، مشيرا الى ان ما رآه "هو اكثر تدميراً وأكثر رعباً من زلزال". وقال لوكالة الانباء الدنماركية ريتزو: "انه شعور قوي برؤية اخراج عائلة من ستة اشخاص من بين الانقاض بينهم شابة في ال16 من العمر وطفل في الثامنة". واضاف: "سألنا الناس اذا كان معنا مواد غذائية او ادوية، سألونا عن امهاتهم واخوتهم وشقيقاتهم". واوضح: "كأننا في منطقة زلزال لكن يبدو الامر أيضاً أكثر رعباً وأكثر فظاعة. انه تقريباً أمر لا يصدق بأن يكون هذا قد حصل على ايدي بشر"، مذكراً بأنه زار ايضاً مناطق ضربتها زلازل: "لكن هنا، في جنين، شاهدنا شروط عمل اصعب بكثير". واتهم الاسرائيليين "بخرق اتفاقية جنيف برفضهم السماح لأسابيع بايصال المواد الغذائية الطارئة وسيارات الاسعاف الى مناطق المعارك". وتابع: "لم يشأ الجنود في البدء أيضاً السماح بوصول الحفارات الى مخيم جنين لرفع القتلى من تحت الانقاض ما اضطر افراد عائلات المفقودين الى البدء برفع الانقاض بأيديهم". وأضاف ان الاسرائيليين سمحوا اخيراً لستة حفارات بانتشال القتلى من تحت الانقاض، مشيراً إلى انه "حتى نهار السبت كنا ما زلنا نسمع اصوات انهيارات لكن توقفت هذه الاصوات الاحد". الى ذلك، ذكر صحافي ان فريقا صغيرا من رجال الانقاذ البريطانيين يتكون من ثلاثة اشخاص، بدأ اول من امس اعمال حفر بين انقاض مخيم جنين بحثا عن احياء. وكان الفريق وصل قبل فريق من جهاز الدفاع المدني الفرنسي يضم اربعة اشخاص، لتقويم حاجات السكان. وقال احد اعضاء الفريق البريطاني اني بامبريدج: "نبحث عن احياء لا عن جثث او قنابل"، مؤكدا ان "البشر يمكن ان يبقوا على قيد الحياة اسابيع تحت هذا النوع من الانقاض". واضاف: "ما كنا سنأتي لو لم نكن نعتقد ان هناك اشخاصا يمكن انقاذهم".