سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تحذير فلسطيني من "التضليل" - اسرائيل تقاطع لارسن - مشاورات عربية تراهن على زيارة الأمير عبدالله لأميركا . باول يطلب "مواصلة" الانسحاب وشارون يعلن انتهاء المرحلة الأولى
نفذت قوات الاحتلال الاسرائيلي خطة "إعادة انتشار" في الضفة الغربية بقيت أقل من الانسحاب، وواصلت محاصرة مقر الرئيس الفلسطيني في رام الله وكنيسة المهد في بيت لحم. واذ سارع وزير الخارجية الاميركي كولن باول الى اعلان "ارتياحه" الى الانسحاب والى احترام رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون "الجدول الزمني للانسحاب"، الا انه شدد على انه يريد "رؤية هذا الانسحاب يتواصل حتى لا يبقى أي شك"، وقال: "أود ان أرى في نهاية المطاف القوات الاسرائيلية تعود الى ثكنها، وان أرى المدن الفلسطينية مفتوحة بشكل يمكن من عودة الحياة الطبيعية وترفع معه القيود عن المساعدات الانسانية". راجع ص 4 و5 و6 و7 وعكس شارون الشكوك التي ابداها باول حين أعلن ان "المرحلة الحالية من عملية السور الواقي انتهت بنتائج ملموسة، لكن مكافحة الارهاب ستستمر". واكدت القيادة الفلسطينية ان ما أعلنته اسرائيل عن انسحابات هو "إدعاء كاذب لتحسين صورتها وتغطية جرائمها بحق الانسانية التي ترتكبها في هذه الاثناء في كل مدننا وقرانا ومخيماتنا". وعلى رغم ان الجيش الاسرائيلي أعلن انه أنهى انسحابه من نابلس، وبدأ انسحابات من قلقيلية وطولكرم وجنين، "لفتت القيادة الفلسطينية الى استمرار حملات الدهم والتفتيش للمنازل والاعتقالات". وافيد عن عمليات توغل اعقبت ما سمي انسحابات في عدد من البلدات، وقتل الاسرائيليون ناشطاً من "فتح" في طولكرم، فيما تمكن خمسة فلسطينيين يشتبه بأنهم "متعاونون" مع اسرائيل من الهرب من كنيسة المهد المحاصرة بعدما انكشف امرهم. وشدد نبيل أبو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني مساء امس على ضرورة ان يكون الانسحاب الاسرائيلي "شاملاً وكاملاً ومن دون شروط من كل المناطق التي اعيد احتلالها"، واعتبر ان ما تقوم به حكومة اسرائيل هو "تضليل وخداع ومحاولة للالتفاف على قرارات مجلس الأمن". وكان باول اشار ايضاً الى ضرورة معالجة مسألتين تتعلقان بمحاصرة مقر الرئيس ياسر عرفات وكنيسة المهد التي منع الاسرائيليون امس مسيرة سلمية من الوصول اليها لادخال مؤن وأدوية. كما أعلن الوزير الاميركي انه سيعود الى الشرق الأوسط "في مستقبل غير بعيد" لاستئناف مهمته. وفي انتظار عودة باول فإن الشرق الأوسط هو الذي سينتقل من الولاياتالمتحدة هذا الاسبوع. اذ سيكون في صلب محادثات العاهل المغربي الملك محمد السادس الذي بدأ امس زيارة عمل لواشنطن. وفي وقت لاحق من الاسبوع سيقوم ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بزيارة يلتقي خلالها الرئيس الاميركي جورج بوش في مزرعته في تكساس. وتكثفت المشاورات العربية امس، اذ عقد الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني لقاء في القاهرة خصص للتشاور في نتائج مهمة باول وتوقعات المرحلة المقبلة من هذه المهمة. ثم انتقل العاهل الأردني الى الدار البيضاء حيث التقى ولي العهد السعودي الأمير عبدالله. وقالت مصادر مطلعة ان المشاورات المصرية - الأردنية ناقشت سبل التعاطي مع الادارة الاميركية لاعادتها الى دورها كوسيط نزيه وراعٍ رئيسي لعملية السلام". واشارت الى ان مبارك وعبدالله الثاني اكدا ضرورة التوجه بخطاب موحد الى الادارة الاميركية، كما انهما يعولان على زيارة ولي العهد السعودي خصوصاً انه "صاحب المبادرة العربية للسلام وسيتحدث في واشنطن باسم العرب جميعاً". وفي الدار البيضاء قالت المصادر ان المشاورات السعودية - الأردنية عرضت آخر التطورات في المناطق الفلسطينية اضافة الى تنسيق الجهود لحشد تأييد أوروبي واميركي لمبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة بيروت. واضافت المصادر ان الملك عبدالله والأمير عبدالله عرضا أيضاً الموقف من الأوضاع في منطقة الخليج، في اشارة الى الملف العراقي. وأوضحت ان الرهان على زيارة الأمير عبدالله للولايات المتحدة يركز على الحض على عودة الوسطاء الاميركيين الى المنطقة لتجاوز النفق المسدود الذي بلغته العلاقات الفلسطينية - الاسرائيلية. وشددت المصادر على ان ولي العهد السعودي سينقل الى الادارة الاميركية موقفاً عربياً ثابتاً حيال الحرص على انقاذ عملية السلام والتزام الشرعية الدولية وضرورة رفع الحصار عن الرئيس الفلسطيني وايجاد سبل لمعالجة معاناة الشعب الفلسطيني. واستمرت مأساة مخيم جنين تلمح أمس على حكومة شارون التي فجرت حملتها على منسق الأممالمتحدة في الشرق الأوسط تييري رود لارسن، فأعلن شارون انه أمر كل الوزارات ب"قطع أي اتصال" مع لارسن بعدما درست حكومته امكان اعتبار المسؤول الدولي "شخصاً غير مرغوب فيه". وبذلك حاولت اسرائيل معاقبة لارسن على تصريحاته بعد زيارته لمخيم جنين، اذ وصف ما رآه بأنه "فظاعة تفوق التصور". وشكلت تصريحاته أهم شهادة ضد اسرائيل لعدم سماحها لفرق الاغاثة والمنظمات الانسانية بتقديم المساعدة للموجودين في المخيم. وأعلن وزير الخارجية الاميركي امس ان بلاده "قلقة للغاية" ازاء الوضع الانساني في مخيم جنين. وكان مساعده لشؤون الشرق الأوسط وليام بيرنز زار المخيم أول من أمس وتحدث عن "مأساة انسانية بالنسبة الى آلاف الفلسطينيين الابرياء". وأوضح باول ان المعلومات التي نقلها بيرنز "مقلقة: خسائر بشرية ومبان منهارة وامكانية انتشار أمراض، لذلك سنقوم بكل ما في وسعنا". لكنه لم يذهب الى حد القول ان الاسرائىليين ارتكبوا "فظاعات" أو "جرائم حرب". وقال: "لا أملك وسيلة لمعرفة ذلك، ولهذا ساهمت الولاياتالمتحدة في صياغة قرار الاممالمتحدة التي سترسل فريقاً مكلفاً بتقصي الحقائق".