سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بوش يطالب عرفات ب"إدانة الارهاب" وماهر يلتقي الرئيس الفلسطيني في رام الله اليوم ... والاحتلال يمتد الى مناطق جديدة بعد تدمير مخيم جنين و"قصبة" نابلس . شارون يبلغ باول رفضه الانسحاب واعتقال أكثر من 4000 فلسطيني
بدأ رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون يتكلم بلهجة المنتصر، إذ بادر الى ابلاغ وزير الخارجية الأميركي كولن باول، في مكالمة هاتفية أمس، بأن القوات الاسرائيلية لن تنسحب من المدن والبلدات الفلسطينية التي أعادت احتلالها. ويلتقي وزير الخارجية المصري أحمد ماهر مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في مقره المحاصر في رام الله، وذلك عشية لقاء الأخير مع الوزير الأميركي. ودفعت هذه اللهجة بعدد من المصادر الاسرائيلية الى توقع صدام بين شارون وباول، خصوصاً أن الأخير ينوي فتح أفق سياسي للوضع الفلسطيني - الاسرائيلي، بعد تجاوز المسائل المتعلقة ب"وقف اطلاق النار" التي يعتبر الأميركيون ان حكومة شارون حسمتها بعمليتها العسكرية راجع ص 3 و4 و5 و6. وتابعت قوات الاحتلال أمس نشر سيطرتها فتوغلت في بيرزيت والظاهرية واقتحمت مخيم عايدة القريب من بيت لحم، واستشهد خمسة فلسطينيين في مواجهات مع الاسرائيليين في منطقة جنين. وانتهت فجر أمس عملية اعتقال مجموعة من المقاتلين الفلسطينيين الذين دافعوا ببسالة عن مخيم جنين. كذلك أكملت قوات الاحتلال السيطرة على نابلس القديمة بعد تدمير شامل ل"القصبة" المعروفة بأنها منطقة أثرية تصعب إعادة بنائها. واستمرت في محاصرة كنيسة المهد في بيت لحم، ويصر الاسرائيليون على أن يسلم المحاصرون فيها أنفسهم ويرفضون إخلاء الجرحى منهم. وتحدثت مصادر اسرائيلية عن اعتقال أكثر من 4000 فلسطيني خلال العملية العسكرية، بعضهم من النساء، وبينهم نحو 300 جريح انتزعوا من المشافي حيث كانوا يخضعون للعلاج. وتكاثرت التقارير في اليومين الأخيرين عن عمليات تعذيب يتعرض لها المعتقلون وهم في معظمهم من المدنيين. وفيما أعلن البيت الأبيض ان وزير الخارجية الأميركي كولن باول سيلتقي الرئيس الفلسطيني غداً السبت، إلا أنه استبق هذا اللقاء ليدعو عرفات مجدداً الى "ادانة الارهاب علناً والتخلي عن العنف والتأكيد على تعهده اجراء مفاوضات كطريق وحيد الى السلام". وقال الناطق باسم البيت الأبيض: "من الضروري ان يدلي الرئيس عرفات بتصريحات علنية ليدين الاعتداءات القاتلة وغيرها من أشكال الارهاب الجارية، وأن يتخلى عن العنف كوسيلة سياسية ويعيد تأكيد تعهده بخوض مفاوضات كطريق وحيد لحل النزاع". ونفت واشنطن ا ف ب ما اوردته صحيفة "واشنطن بوست" بشأن تراجع دعمها لشارون معتبرة انه يظل عند الرئيس جورج بوش رجلاً "يسعى الى السلام". وعلمت "الحياة" أن وزير الخارجية المصري السيد احمد ماهر سيلتقي الرئيس الفلسطيني في مقره المحاصر في رام الله اليوم الجمعة. وكانت الحكومة الاسرائيلية علّقت موافقتها التي تمت عبر طرف ثالث الولاياتالمتحدة على اللقاء الذي كان مفترضاً أن يتم أمس الخميس اثر انفجار الباص في حيفا أول من أمس. وصرح ماهر امس بأن "من الطبيعي أن يلتقي عرفات ولكن موعد هذا الاجتماع وموضوعه أمر آخر"، وشدد على أنه لا يتصور أن تعترض اسرائيل على اللقاء، وأنه سيلتقي عرفات في الوقت الذي يراه مناسباً. وكانت الحكومة المصرية قررت في الثالث من نيسان ابريل الجاري وقف كل الاتصالات الحكومية مع اسرائيل "عدا القنوات الديبلوماسية التي تخدم القضية الفلسطينية". وشدد ماهر على أن ارسال المراقبين الدوليين "ليس رهناً بالإرادة الاسرائيلية، وقد لمسنا اصراراً من الولاياتالمتحدة وأوروبا على ضرورة وجود المراقبين". وأعلن شارون انه أبلغ الإدارة الأميركية بأن قوات الاحتلال لن تنسحب: "قلت لأصدقائنا الأميركيين بكل وضوح أن العملية العسكرية ستتواصل، وستتواصل فعلاً، لأننا لا ننوي الانسحاب لا من جنين ولا من نابلس ولا من رام الله ولا من مواقع أخرى حيث نحن الآن. ولن ننسحب من بيت لحم من دون اتفاق استسلام المتحصنين في كنيسة المهد من المخربين"، وشدد على "اننا سنواصل عملياتنا حتى استكمالها، وسننسحب فقط من المناطق التي انتهت فيها العملية"، وأضاف "لكن في حال اتضح، كما حصل في طولكرم حيث خططت مخربة لعملية عدائية، ان النشاط العدائي يتواصل فلن نتردد في التوغل من جديد". وكرر "أوضحنا اننا لن نترك هذه المناطق قبل استكمال العملية. كما اننا لا ننوي مغادرة مجمع "المقاطعة" قبل أن يتم تسليمنا قتلة الوزير زئيفي الموجودين مع الرئيس عرفات، إضافة إلى فؤاد الشوبكي الذي أقام اتصالات مع إيران". وكان وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز صرح لشبكة "إن بي سي" ان الجيش سيخلي المناطق الفلسطينية خلال ثلاثة أسابيع، مضيفاً انه على استعداد لسماع اقتراح باول حول الجدول الزمني للانسحاب. وأفاد شارون من جهة أخرى ان "المناطق الأمنية" التي يعتزم اقامتها بين الأراضي الاسرائيلية والضفة الغربية "سيبلغ متوسط عرضها خمسة كيلومترات وستمتد على مساحة أوسع في قطاع مطار بن غوريون الدولي" بالقرب من تل أبيب. وأوضح أحد القريبين من شارون ان هذه المناطق "ستمتد الى داخل الأراضي الفلسطينية".