بيروت - "الحياة" - جدد البطريرك الماروني نصرالله صفير تأكيده ان قضية قائد القوات اللبنانية المحظورة الدكتور سمير جعجع مرتبطة بالقضية اللبنانية ككل". وقال امام وفد من محامي جعجع بلغ عدد أعضائه اكثر من 200 محام في حضور السيدة ستريدا جعجع زاره لمناسبة بداية السنة التاسعة على سجنه، "ان "من دون وفاق لا سبيل للازدهار والطمأنينة". وقال: "معكم بالقول اننا منقسمون، قسمونا وانقسمنا، وهذا ما نأسف اليه شديد الأسف، هناك تباين في الآراء لا يزال يظهر على الساحة بين الحين والحين ونأسف ان تظهر عند الساعات الحرجة ولم نتمكن حتى اليوم ان نتفاهم على معنى الاستقلال والسيادة والقرار الحر، هذا يجب ان يتبلور وأن نجتمع حوله وألا يكون هذا الانقسام لأنه يجر علينا ما نحن فيه من ويلات ووباء". وأكد "ان لبنان ينتمي الى رقعة جغرافية لا يمكن الانتقال منها ونحن من بناتها، ونحن هنا وسنبقى هنا". وتوقف عند وضع جعجع في السجن الذي اثاره محاميه ادمون نعيم وما توجبه حقوق الانسان بأن يتمتع به كل سجين بما يمكنه ان يشعر بأنه لا يزال على قيد الحياة، ألا يحرم التفكير والقراءة ومتابعة ما يدور في بلده، وهذا ما ذكّرنا بوضع عظيم من عظماء العالم اليوم هو نيلسون مانديلا". وأضاف: "نحن نفاخر بأننا نحافظ على الحقوق الانسانية لكن عندما نتطلع الى ما حولنا ونرى ما يكون، فإننا نتألم". وقال: "نحن مع كل مظلوم". وكان صفير ترأس قداساً في بكركي وألقى عظة في حضور محامي جعجع وزوجته وأنصاره، تحدث فيها عن صراع الحضارات وقال: "لعل صراع الحضارات والديانات ولّد الصراع القائم اليوم ويتجلى في ابشع صوره في الحرب المشتعلة نارها بين الفلسطينيين والاسرائيليين بالقرب من حدودنا الجنوبية وهي حرب جاوزت ضراوتها ما ألفه الناس في الحروب من تقتيل وتشريد وتهديم بيوت ومسح مخيمات وحتى الحروب لها قواعدها التي تنهى عن قتل المدنيين الآمنين من اطفال ونساء وشيوخ وتأمر بالمحافظة على حرمة دور العبادة ومن بينها كنيسة المهد الأثرية التي أمّتها أجيال وأجيال من المؤمنين على مدى يفوق الألف سنة ليخشعوا تحت سقفها وبين جدرانها التي لا تزال تردد صدى ابتهالاتهم التقوية".