رأى البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير، ان "ثمة حاجة الى الثقة بالوطن، خصوصاً في ايام نرى فيها تضعضعاً في الطروحات والافكار، وجدلاً متواصلاً في شؤون هي اساساً خلافية منذ زمن بعيد". وعدد، في عظة الاحد امس في بكركي، هذه الشؤون "التجنيس الذي تم على رغم كل التحذيرات ولا يزال موضوع خلاف، والزواج المدني الذي قسم اللبنانيين منذ نحو نصف قرن ولا يزال، والغاء الطائفية السياسية الذي وان نص عليه اتفاق الطائف، فهناك ما هو احوج فيه الى التطبيق منها ولم يطبق حتى لكأن هناك ارادة خفية تصر على الامعان في تمزيق نسيج هذا الوطن الاجتماعي، وتريد ان تحول دون ان يجتمع ابناؤه على رأي موحد للنهوض به من كبوته، فيما تتربص بمصيره اخطار كبيرة، كأننا نتجاهلها، وهي قد تقضي عليه في غفلة منا، ونحن غير مبالين بحكم التاريخ علينا، وما ستقوله الاجيال الطالعة عنا، بعد ان نكون فجعناها بأعز احلامها وطموحاتها الكبيرة". والتقى صفير بعد القداس وفداً من اهالي المحتجزين اللبنانيين في السجون السورية تمنى عليه العمل على اطلاق ابنائهم. فوعدهم بمراجعة من تجب مراجعته، آملاً ان "يطلق كل معتقل وسجين لا ذنب عليه". وتحدث البطريرك الماروني في مسيرة شعبية كانت متجهة الى حريصا، فدعا الى "الصلاة كي يبقى لبنان وطن الايمان بالله والتقاهم بين الناس والتضامن والتعاضد، فهذا ما نحن في امس الحاجة اليه، في هذه الايام التي تثار فيها مواضيع تقسم الناس اكثر مما تجمعهم".