بيروت - "الحياة" نبّه البطريرك الماروني نصرالله صفير الى "ان إصلاح المؤسسات رسمية كانت أو اجتماعية يبدأ باصلاح الأخلاق". مرحّباً في مستهل عظة الأحد بالمستشار السياسي ل"القوات اللبنانية" الدكتور توفيق الهندي الذي أطلق سراحه أول من أمس بعد انتهاء مدة محكوميته. وخاطبه صفير قائلاً: "نشكر الله معه على الافراج عنه بعدما قضى في السجن 15 شهراً واننا اذ نهنئه نسأل الله ان يرفع كل ظلم عن كل مظلوم". وانتقل الى الحديث عن القضايا العمالية "التي هي ما أورث المجتمع البشري خصوصاً في القرن المنصرم ما عرفه من صراعات وثورات وهي لا تزال حتى اليوم تتسبّب بكثير من الاضرابات والاضطرابات وحاولت بعض الدول تنظيم مجتمعاتها على أسس مختلفة وظنّ بعض منها ان الدولة بامكانها ان تقوم مقام المؤسسات الاجتماعية والأهلية وان تراعي مبدأ الإنابة أو الاستطراد وهو المبدأ الذي يقول بوجوب امتناع المؤسسة الكبيرة عن القيام بما يمكن المؤسسة الصغيرة ان تقوم به فلا يختزل أحد أحداً. ولكنه مبدأ لا يبدو انه يلقى عندنا ما يجب له من انتباه ويتطلب من رعاية ويستأهل من تطبيق، وغالباً ما ننسى ان إصلاح المؤسسات رسمية كانت أو اجتماعية يبدأ باصلاح الأخلاق فاذا صلحت هذه صلحت تلك، والا ذهب التعب باطلاً". والتقى صفير وفداً من "لقاء قرنة شهوان" حضر القداس وبين اعضائه الدكتور الهندي الذي صرّح قائلاً انه شكر صفير على "متابعته الشخصية لقضيته وجميع الذين ساندوه واهتموا بقضيته من كل شرائح المجتمع اللبناني". وأكد استمراره في خطّه السياسي في تيار "القوات" وفي "قرنة شهوان" واستعداده للتحاور مع كل فئات المجتمع، مشدداً على أنه "ليس هناك من مصلحة في الظرف الحالي لتناول القضاء والقضاة". وعن سؤال يتردّد عن وضعه بعد الخروج من السجن قال الهندي: "أنا باق على مبادئي وخطّي ومواقفي التي كانت طوال الوقت وطنية ومتّزنة وموضوعية وعقلانية واعتمد في صوغها على مبدأ التمسّك بالمبادئ والليونة في التطبيق، كما أريد ان أعلن انني من خلال مواقعي في تيار "القوات" و"لقاء قرنة شهوان" على تناغم كامل وشامل مع البطريرك وعلى تواصل مع كل القوى الوطنية والديموقراطية في البلد وعلى انفتاح حواري مع كل القوى السياسية في لبنان أكانت داخل الدولة أو خارجها". وعن دعوته الى عدم التشكيك بالقضاء وعما اذا كانت رسالة الى لقاء "القرنة" قال: "ليس هناك من حكمة أو مصلحة وطنية ان أتكلّم عن القضاء والقضاة والمحكمة والمحاكمة وخصوصاً في هذه الظروف السيئة التي يمرّ بها الوطن". الى ذلك، التقى صفير وفداً من مصلحة طلاب "القوات" يرافقهم والد الطالب الموقوف اليانو المير ومحاميه. وتمنّى الوالد انطوان المير على البطريرك العمل للافراج عن ابنه وأكد أنه بريء". وقال محامي المير، شادي طبر: "ان القضية سياسية". وسلّم صفير نسخة من محضر الاستجواب في وزارة الدفاع. وتحدث الطالب نيكولا عويس باسم طلاب "القوات"، فاعتبر "ان المير موقوف لأنه ملتزم خطاً سياسياً واضحاً". وقال: "نأمل ببعض الحرية والعدالة في بلد يدّعي حكامه الحرية والعدالة". وطلب من صفير ملاحقة القضية "لأن العدالة انتقائية". وأكد "ان المير لن ينتحر وسيتحمّل الظلم مثلما تحمّل قائده سمير جعجع". وردّ صفير بكلمة أسف فيها لما يحصل وأكد "ان لا دولة من دون قضاء شرط ان يكون عادلاً منصفاً، وقال: "نأسف أشد الأسف لأن ما قلتموه لنا يدل الى ان القانون لا يراعى والقانون يقول انه لا يجوز توقيف أحد الا بعد ان تكون هناك مذكرة جلب وان يسمح لأهله بأن يروه أما ان يؤخذ ولا يعلم أحد أين هو فهذا خروج على القانون ونحن مع القانون والعدالة والقضاء الصحيح والعادل، ولكن ان يكون ذلك اعتباطياً فنحن ضدّه، ونأمل ان تعود الأمور الى مجاريها وان يعامل هؤلاء الشبان بما يجب ان يعاملوا به من عدل واذا كان هناك ما يوجب محاكمتهم فالمحاكمة يجب ان تكون عادلة، وعلى كل سنلفت النظر بقدر ما يُسمح لنا". المطران حداد من جهته، دعا راعي أبرشية الفرزل والبقاع لطائفة الروم الكاثوليك المطران اندره حداد "الحكام الى استعمال سلطتهم للرحمة لا لظلم الانسان في لبنان الذي يئن تحت وطأة الأزمة المعيشية الخانقة بعدما استشرت المجاعة وازدادت مساحة الفقر". وطلب من المسؤولين "التضامن واتخاذ موقف موحد يسهم في حلحلة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الضيقة". ودعا في قداس اقيم في ذكرى رحيل الوزير جوزيف سكاف وحضره رئىس المجلس النيابي السابق حسين الحسيني ونائب رئىس المجلس النيابي ايلي الفرزلي الى "المحبة والوحدة لتخطي المرحلة الراهنة".