أكدت السيدة فدوى، زوجة مروان البرغوثي امين سر اللجنة الحركية العليا لحركة "فتح" في الضفة الغربية، ان زوجها يتعرض لاساليب تحقيق تتضمن ضغوطا نفسية قاسية لليوم الخامس على التوالي داخل زنزانة "قذرة" في معتقل المسكوبية في القدس الغربية. وقالت فدوى ل"الحياة" ان محامي زوجها اكد لها ان البرغوثي "يرفض التعاطي مع الاتهامات الاسرائيلية ويرفض التجاوب مع المحققين الاسرائيليين الذين ينسبون اليه مسؤولية عمليات كتائب شهداء الاقصى الذراع العسكرية لحركة فتح". وقالت ان مروان اخبرهم انه يرفض مبدأ التحقيق معه لأنه يعتبر نفسه قائداً سياسياً وممثلا للشعب الفلسطيني في المجلس التشريعي لا يمكن تقديمه للمحكمة العسكرية. وتابعت ان زوجها قال للمحققين: "لن تأخذوا مني شيئاً حتى ولو واصلتم التحقيق معي عشرين عاماً". واضاف انه لا يزال ملتزماً المقاومة الشرعية للاحتلال "ولن تنتزعوا مني غير ما سمعتموه على لساني عبر شاشات التلفاز على مدى الاشهر ال 18 الماضية". وسمحت السلطات الاسرائيلية للمحامي جواد بولس بزيارة البرغوثي أمس "لبضع دقائق" بعد ان رفضت طلباته المتكررة في هذا الشأن، فيما لم يسمح للمحامي بزيارة مرافقه احمد البرغوثي. ويأتي التراجع الاسرائيلي في شأن الزيارة في اعقاب عزم المحامي عقد مؤتمر صحافي في القدس يحمل فيه الاستخبارات الاسرائيلية المسؤولية عن حياة البرغوثي. وقال المحامي بولس ل"الحياة" ان الاعياء الشديد بدا واضحاً على مروان الذي حرم من النوم مدة 21 ساعة متتالية سمح له بعدها بالنوم ثلاث ساعات فقط. وكان البرغوثي اعتقل من منزل في محيط شارع الارسال في مدينة رام الله في مكان غير بعيد عن مقر الرئيس الفلسطيني المحاصر ياسر عرفات في عملية تسابقت وحدات النخبة في الجيش الاسرائيلي على تنفيذها. وكشفت فدوى ل"الحياة" ان زوجها كان قد وصل قبل دقائق فقط من تطويق المنزل وذلك بهدف لقاء مرافقه وابن عمه احمد البرغوثي لنقله الى "منزل آمن" في مكان ما في رام الله. واضافت ان مروان لم يقم في رام الله منذ الاجتياح الاسرائيلي للمدينة في التاسع والعشرين من آذار مارس الماضي. ولكنه عاد اليها على ما يبدو بعد ان رجحت كل التحليلات الاسرائيلية وجوده خارج المدينة اثر فشل الاسرائيليين في العثور عليه. واكدت ان مروان كان يتحرك بحذر منذ اشهر بعدما تبين له ان الاسرائيليين يستهدفون قتله او اعتقاله. وكشفت ان مروان زارها في مكتبها قبل الاجتياح الاسرائيلي وابلغها أن تحليلاته تؤكد ان الجيش الاسرائيلي سيقوم بحملة عسكرية واسعة النطاق. وقال لها: "اعتقد بان الاسرائيليين قرروا شن حربهم الشاملة علينا ولهذا قررت الاختفاء كلياً ولا تقلقي ان لم تسمعي مني شيئاً. سأكون بخير". وفي المرة الاولى التي رفع الجنود الاسرائيليون حظر التجول عن رام الله منذ اجتياحها، تفقدت فدوى حقيبة ملابس كانت أودعتها في مكان آمن ليأخذها زوجها، ولكنها وجدت الحقيبة في مكانها. وقالت أن الملابس التي كان يرتديها مروان عند اعتقاله كما ظهر على شاشات التلفزيون الاسرائيلي هي ذاتها التي شاهدته يرتديها قبل الاجتياح. ولدى البرغوثي تجربة طويلة مع سجون الاحتلال. فهو اعتقل العام 1978، عندما كان في الثامنة عشرة من العمر وامضى فيها خمس سنوات قبل ان يتم ابعاده العام 1987. وعاد الى ارض الوطن العام 1993 مع دخول السلطة الفلسطينية. ونقلت وسائل الاعلام الاسرائيلية عن مصادر في الاستخبارات الاسرائيلية الداخلية "شاباك" التي تتولى التحقيق مع البرغوثي انها "لا تتعامل معه كقنبلة موقوتة" بل تحاول الحصول على "اعترافات تدين الرئيس الفلسطيني وتربطه بالعمليات العسكرية" التي نفذتها "كتائب الاقصى". وتقول المصادر الاسرائيلية ان البرغوثي كان مسؤولاً عن هذه الكتائب ووفر لها الدعم المادي "وشارك في تخطيط جزء من عملياتها".