في خطوة أثارت مزيجاً من الغضب والقلق في الشارع الفلسطيني أعلنت اسرائيل أمس اعتقال مروان البرغوثي أمين سر حركة "فتح" في الضفة الغربية وأحد أبرز القادة الميدانيين في الانتفاضة الفلسطينية الحالية. وسارعت السلطة الفلسطينية الى تحذير اسرائيل من عواقب "أي مس بحياة البرغوثي". واكدت مصادر فلسطينية ل"الحياة" ان قوات الاحتلال الاسرائيلي اعتقلت البرغوثي 42 عاماً خلال وجوده في منزل زياد أبو عين، أحد قياديي حركة "فتح" في حي الارسال في رام الله وفي مكان غير بعيد عن مقر الرئيس ياسر عرفات. وأضافت ان الجيش الاسرائيلي اعتقل ايضاً أبو عين ومرافق البرغوثي الشخصي وابن أخيه أحمد البرغوثي. وكان اسم البرغوثي لمع في الانتفاضة الحالية بسبب الدور الذي لعبه في توحيد جهود الفصائل الفلسطينية لتصعيد الانتفاضة وتفادي أي خلافات سياسية. كما ظهر البرغوثي في صورة القائد الشاب الذي يجيد التحدث الى وسائل الاعلام والناس العاديين، وكذلك في صورة القائد المتشدد الذي لا يقبل المساومة وهو ما عرف عنه منذ ابعاده من جامعة بيرزيت في 1986. وما زاد في هالة البرغوثي أنباء ترددت عن علاقة له ب"كتائب شهداء الأقصى" القريبة من "فتح" والتي وجهت في الآونة الأخيرة سلسلة ضربات موجعة الى اسرائيل بينها عمليات استشهادية. وأدى الدور الذي لعبه البرغوثي في تصعيد الانتفاضة الى وضع اسمه على "لائحة كبار المطلوبين" ووصل الأمر بوزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعيزر الى حد التحدث عن البرغوثي كخليفة محتمل لعرفات. وشنت القوات الاسرائيلية حملة واسعة بحثاً عنه منذ انطلاق اجتياحها الجديد قبل 18 يوماً. وحذرت السلطة الفلسطينية امس اسرائيل من التعرض بأذى للبرغوثي. وقال متحدث رسمي ان السلطة الفلسطينية تحمل الحكومة الاسرائيلية كامل المسؤولية عن حياة مروان البرغوثي. وحذر جبريل الرجوب قائد جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني في الضفة الغربية والمقرب من البرغوثي اسرائيل قائلاً: "ان المس بحياة مروان البرغوثي أحد أبرز القياديين الفلسطينيين وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني وعضو المجلس الثوري لحركة فتح وقائد الحركة في الضفة الغربية سيجلب الكوارث على اسرائيل في حال المساس بحياته". وكان البرغوثي قال ل"الحياة" في لقاء في رام الله في 21 آذار مارس الماضي، اي بعد أقل من اسبوع على انسحاب الجيش الاسرائيلي من المدينة اثر الاجتياح الأول، ان النضال الفلسطيني، السياسي والعسكري، يجب ان يركز على انهاء الاحتلال الاسرائيلي بدلاً من التركيز على هدف اقامة الدولة الفلسطينية.