نشرت الصحف البريطانية على صفحاتها الأولى تقارير واسعة وصوراً عن ما ارتكبته القوات الاسرائيلية من قتل وتدمير في مخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية. وكتب الصحافي فل ريفز من جنين في صحيفة "ذي اندبندنت" تحت عنوان "وسط أنقاض جنين، أدلة شنيعة على جريمة حرب". وقال ريفز ان "جريمة حرب وحشية حاولت اسرائيل اخفاءها لاسبوعين انكشفت في نهاية الأمر". واضاف ان الجرافات الاسرائيلية حولت المخيم الى أنقاض هنا وهناك يبلغ ارتفاعها 30 قدماً. وتابع يقول ان "روائح الجثث الانسانية المتعفنة منتشرة في كل مكان، ما يدل على انها أكوام الانقاض قبور للآدميين". وتحت عنوان "داخل مخيم الموتى" نشرت صحيفة "ذي تايمز" تقريراً بعثت به اليها من جنين مراسلتها جانين دي جيوفاني تقول فيه: "اللاجئون الذين اجريت معهم مقابلات في الأيام الأخيرة بينما كنت أحاول دخول المخيم لم يكذبوا. والواقع انهم قدروا درجة الذبح والرعب بأقل مما حصل. ونادراً ما رأيت، خلال أكثر من عشر سنوات من تغطيتي للحروب في البوسنة، والشيشان، وسييراليون وكوسوفو، مثل هذا التدمير المتعمد ومثل عدم الاحترام هذا للحياة الانسانية". وقالت ان "رائحة الموت والجثث المتعفنة التي بقيت تحت اشعة الشمس لأيام" في كل مكان في المخيم. وأوردت دي جيوفاني شهادات ناجين كثيرين في المخيم عن الفظائع التي ارتكبها الجيش الاسرائيلي. وكتب ديفيد بلير في صحيفة "ذي تلغراف" يقول: "لأكثر من اسبوع أبقى طوق من الدبابات والعربات المصفحة الصحافيين وعاملي الإغاثة خارج مسرح أكبر عملية للقوات الاسرائيلية ضد المناطق الفلسطينية في الضفة الغربية. وعندما توغلنا داخل المنطقة المحظورة أمس الاثنين بالمشي على قمة تلة. اتضح لنا لماذا بذل الاسرائيليون قصارى جهدهم لإبقاء مخيم جنين محمياً من الأعين الفضولية". واضاف: "كل المخيم باستثناء شوارع قليلة، تم تدميره". وفي صحيفة "ذي غارديان" كتبت سوزان غولدنبيرغ ايضاً عن رائحة الموت والجثث المتعفنة وعن شهادات سكان في المخيم قالوا ان "الهدم المنهجي" لبيوت الفلسطينيين بدأ بعد أربعة أيام من دخول القوات الاسرائيلية المخيم ليلة 3 نيسان ابريل وتسارع بعد مقتل 13 جندياً اسرائيلياً.