طالبت الحكومة السودانية أمس بموقف واضح من حشد المعارضة السودانية آلافاً من قواتها في غرب اريتريا المتاخم للحدود السودانية وكشف طبيعة هذه الحشود، ودعت أسمرا إلى عدم تصعيد الموقف. وعلم في الخرطوم أمس أن أسمرا رفضت استقبال مبعوث سوداني رفيع المستوى، اقترحت الخرطوم ارساله لاجراء محادثات مع المسؤولين الاريتريين لاستجلاء الموقف بعد نشر المعارضة السودانية أكثر من ثمانية آلاف مقاتل وفقاً لمعلومات الحكومة. وتحدثت مصادر الحكومة أيضاً عن "تعبئة وزارة الدفاع الاريترية قواتها على حدود السودان الشرقية قرب ساحل البحر الأحمر وجنوب كسلا". وتقول إن الحشود تهدف إلى ضرب خط أنابيب النفط ومنشآت تصديره وقطع الطريق الاستراتيجي الذي يربط ميناء بورتسودان بالعاصمة. وأعلن وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل حرص حكومته على عدم تصعيد الموقف على الحدود الشرقية واحتواء التوترات "بقدر من التروي والهدوء وضبط النفس"، لكنه أكد استعداد بلاده لصد أي عدوان محتمل. وطالب مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب الحاكم الدكتور كمال عبيد أسمرا ب"توضيح موقفها من الحشود المتزايدة على حدود السودان الشرقية". وتحدث عن اتصالات تجري بين الحزبين الحاكمين في البلدين لاحتواء الوضع، موضحاً أن الجانب الاريتري نفى صلته بالوجود العسكري للمعارضة السودانية، لكنه اعتبر ذلك النفي "ليس كافياً"، وطالب السلطات الاريترية بالتحقق من الأمر. وأضاف ان "عدم علم حكومة الرئيس أساياس أفورقي بالحشود العسكرية للمعارضة السودانية يكشف ضعف سيطرتها على أراضيها إذا كان صحيحاً. وإذا كان غير ذلك، فإن صمتها سيكون مشكلة". ودعا أسمرا إلى ابداء حسن النية، مشيراً إلى أن حكومته "أثبتت صدقيتها وجديتها في إعمار العلاقات خلال الأشهر الماضية". ونفى أن يكون التقارب بين الخرطوم وأديس ابابا خصماً على العلاقات مع اريتريا، واتهم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بأنها تتحرك في شرق البلاد "لصرف الأنظار عن مخطط تعد له في الجنوب". وأكد استعداد حكومته لمواجهة هذا المخطط.