اجتاحت المدن الافغانية امس سلسلة من اعمال العنف ذكرت الحكومة الانتقالية والمجتمع الدولي ان البلاد لا تزال بعيدة عن الاستقرار. ففي كابول هاجم مسلحون دورية بريطانية تبين انهم أعضاء في قوة الامن التابعة للحكومة الافغانية الموقتة، فيما أدت اشتباكات بين فصيلين متنازعين غرب كابول الى سقوط قتلى وجرحى. إسلام آباد، بغرام، كابول - رويترز، أ ف ب، أ ب - قال ناطق باسم القوة الدولية للمساعدة في احلال الامن في كابول ايساف اللفتنانت كولونيل نيل بيكام ان دورية بريطانية اشتبكت مع نحو 30 مسلحاً افغانياً في كابول وأن بعض الذين اعتقلوا كانوا يرتدون زي الشرطة الافغانية الجديدة. وبدأ الاشتباك عندما فتح مسلحون افغان النار بكثافة من بنادق آي كي - 47 على حاجزي تفتيش تابعين للقوات البريطانية. وقال بيكام "كان ردنا عنيفاً"، مشيراً الى ان المهاجمين ربما كانوا "عصابة من المتمردين الذين ينتشرون في المنطقة ومعظمهم من المقاتلين العاطلين من قوات التحالف الشمالي" الذين ساعدوا في طرد "طالبان" من السلطة العام الماضي. وأضاف ان رجاله اعتقلوا سبعة اشخاص وسلموهم الى وزارة الداخلية الافغانية. وفي وقت لاحق أعلن قائد الامن في وزارة الداخلية الجنرال دين محمد جورات ان المعتقلين السبعة أعضاء في قوة الامن التابعة للحكومة الافغانية الموقتة، مشيراً الى انهم "من جماعة الهزارة الشيعية العرقية". وأضاف: "يُجرى التحقيق معهم. تظاهروا بأنهم كانوا يطاردون مجموعة من اللصوص، لكن الحقيقة هي انهم كانوا يريدون تخريب الموقف الامني في كابول. كان هذا بالتأكيد هدفهم". وفي اسلام آباد، افادت وكالة الانباء الاسلامية الافغانية التي تتخذ من باكستان مقراً لها امس ان حصيلة القتال العنيف الذي نشب اول من امس بين قوات قائدين متناحرين في اقليم وارداك الافغاني ارتفعت الى تسعة قتلى و12 جريحاً و18 مفقوداً. ويؤكد هذا القتال المصاعب التي تواجهها جهود الحكومة الموقتة لتوحيد البلاد. واندلع قتال عنيف، استخدمت فيه الصواريخ والمدفعية الثقيلة، بين قوات القائدين غلام روحاني نانجالي ومظفر الدين من اجل السيطرة على مدينة ميدان شهر عاصمة اقليم وارداك الواقع على بعد 45 كيلومتراً غرب كابول. وأضافت الوكالة ان ناجالي سيطر على غالبية المنطقة ولكنها لم تشر الى السبب المباشر لاندلاع المواجهات التي تزيد الاوضاع تعقيداً، مع اقتراب موعد عودة الملك السابق ظاهر شاه، وقبل عقد مجلس "اللويا جيرغا". الى ذلك، افاد مسؤول في الشرطة المحلية ان مجهولين أطلقوا مساء اول من امس قذيفة في اتجاه منزل حاكم المنطقة غول آغا من دون ان يصيبوا هدفهم. وانفجرت القذيفة قرب مسجد قريب ولم توقع ضحايا. وتقوم مجموعة من القوات الاميركية الخاصة بحراسة مكتب الحاكم ومنزله. من جهة أخرى، اعلن الناطق باسم القوة الدولية الميجر بريان هلفيرتي امس ان هذه القوات تعتقل نحو 300 شخص يشتبه في انتمائهم الى شبكة "القاعدة" او حركة "طالبان". وأبلغ الصحافيين في قاعدة بغرام الجوية في شمال كابول ان "هناك نحو 300 معتقل في افغانستان نقوم باستجوابهم، واذا تبين انهم لا ينتمون الى صفوف القاعدة او طالبان سنفرج عنهم". وأوضح ان "غالبيتهم معتقلون في قندهار".