بغداد - أ ف ب - قال مسؤول في المجلس الوطني البرلمان العراقي ان "ادارة الشر الاميركية والكيان الصهيوني لا يفهمان الا الردود العملية التي تتناسب مع مخططاتهما الاجرامية"، داعياً "الجماهير" الى "الضغط على حكوماتها لتؤيد قرار العراق وتحذو حذوه في قطع النفط" عن الولاياتالمتحدة. وأمر الرئيس صدام حسين بتخصيص عشرة ملايين يورو لدعم المقاومة الفلسطينية. وفي تصرحيات الى "وكالة فرانس برس"، دان رئيس لجنة العلاقات العربية والدولية في المجلس سالم الكبيسي "تصاعد العمليات الدموية لقوات الاحتلال الاسرائيلية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة". واكد ان ذلك "يفرض على كل القوى من العرب والمسلمين تجاوز مرحلة التنديد والاستنكار التي لم تعد تناسب حجم الجرائم المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني"، والتوجه الى "القرارات والاجراءات الفعلية". ورأى ان اجراء مثل وقف الصادرات النفطية العراقية وحده "يجعل ادارة الشر الاميركية وحلفاءها الصهاينة يدركون حقيقة الأمة العربية وقدراتها العظيمة القابلة للاستخدام الفاعل في كل المعارك". وكان الرئيس صدام حسين اعلن في خطاب مقتضب الاثنين الماضي وقف الصادرات النفطية لمدة ثلاثين يوماً، احتجاجاً على الاجتياح العسكري الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية. وقال وزير النفط عامر رشيد ان "قطع النفط هو الإجراء الذي يعطي نتيجة مباشرة"، مؤكداً انه "إذا تحقق وقف المذبحة وانسحاب جيش الكيان الصهيوني، فشيء طبيعي ان يعاود العراق صادراته في شكل اعتيادي". واعرب عن أمله بأن "تحذو الدول العربية والاسلامية التي لديها امكانات انتاج النفط الخام، حذو العراق في هذا الموقف وتهديد الاقتصاد الأميركي في شكل عميق". ودعت صحف بغداد الدول العربية والاسلامية الى اتخاذ اجراءات مماثلة للضغط على واشنطن التي سحبت من سوقها النفطية "نحو 1.25 مليون برميل يومياً" أي ما بين "12 و15 في المئة من وارداتها النفطية"، كما قال رشيد. وكتبت صحيفة الثورة ان "أعداء الأمة والانسانية لا يفهمون إلا لغة الفعل الملموس الذي يؤثر في مصالحهم تأثيراً مباشراً". واعتبرت ان "المطلوب من الأخوة العرب والمسلمين ان يشجعوا قرار العراق ويدعموه بخطوات مماثلة اذا كانوا منتجين للنفط، وبخطوات اخرى من قبل الآخرين"، ورأت ان ذلك "ليس صعباً أو عسيراً على من يريد الإنصاف لأمته وحقوقها وكرامتها". ل"عيني عرفات" وكان صدام أمر خلال ترؤسه جلسة لمجلس الوزراء ليل أول من امس بتخصيص عشرة ملايين يورو لدعم المقاومة الفلسطينية. وبثت "وكالة الانباء العراقية" الرسمية ان الرئيس "أمر بتخصيص عشرة ملايين يورو وتحويلها بسرعة لدعم المقاومة الفلسطينية وكفاح شعبنا المجاهد، انطلاقاً من موقف العراق القومي المبدئي، المؤمن بأنه وفلسطين حالة واحدة". وأضافت الوكالة ان هذا الأمر "من أجل عيون المجاهدين الفلسطينيين وعيني قائدهم أبو عمار ياسر عرفات ولشعب فلسطين العظيم، وليس على أساس نسبة حصص الأقطار العربية التي أقرت في الاجتماع الأخير لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية" في القاهرة. وتقرر خلال اجتماع تشاوري لوزراء الخارجية في 5 نيسان ابريل منح الفلسطينيين فوراً 330 مليون دولار لمساعدتهم في مواجهة الحملة الاسرائيلية في الضفة الغربية. الى ذلك، رأت صحيفة "بابل" العراقية امس ان وزير الخارجية الاميركي كولن باول الذي يزور المنطقة والمبعوث الاميركي انتوني زيني "رسولا مؤامرة يتكلمان بلسان" رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون. وكتبت ان باول وزيني "يتكلمان بلسان مجرم الحرب شارون ويحملان أفكاره العدوانية"، معتبرة ان واشنطن واسرائيل "تتبعان منهجاً واحداً يعبر عن هدف مشترك واحد". واشارت الى ان الولاياتالمتحدة التي "يطالبها العالم بالتحرك والتدخل لوقف مجازر القطعان الصهيونية، تتحرك بالفعل ولكن باتجاهات تخالف تماماً ما عبرت عنه التظاهرات المستنكرة للممارسات الصهيونية". وشددت على ان موقف واشنطن "يعبر عن ازدراء واضح لما يريده الرأي العام العالمي"، متهمة الولاياتالمتحدة بأنها "دولة عدوة للديموقراطية بمقدار عدائها لحقوق الانسان". ودانت "الممارسات الاسرائيلية التي تعتبرها واشنطن دفاعاً عن النفس"، مؤكدة انها تعبر عن "ماهية دولة احترفت شن الحروب واضفاء الشرعية عليها، خصوصاً حين يمارسها جنود مرتزقة احترفوا القتل والجريمة المنظمة الى درجة اعدام الجرحى والأسرى". وحذرت صحيفة "الثورة" الفلسطينيين من "تقديم تنازلات جديدة خلال محادثاتهم" مع باول، مشيرة الى ان ما يريده الاميركيون هو "قيادات فلسطينية جديدة وتفكيك منظمات المقاومة في مقابل وعود غامضة". وزادت ان "تفكيك منظمات المقاومة والتخلص من قياداتها لا يعنيان سوى تجريد شعب فلسطين من سلاحه الوحيد في الكفاح من أجل انتزاع حقوقه المشروعة". واتهمت الادارة الاميركية بالعمل لاتاحة الوقت لشارون "لتنفيذ مخططه"، معتبرة انها "ألاعيب مفضوحة" من الرئيس جورج بوش. وتابعت ان الرئيس الاميركي "مهتم باللحظة الراهنة التي تتطلب كما نصحه مستشاروه بتهدئة الاضطرابات الشعبية العربية"، منبهة الى ان بوش "يتوهم" اذا كان يعتقد انه يستطيع بذلك "ان يخدع الشارع العربي الغاضب ويهدئه". ورأت ان بوش "لا قيمة عنده لآلاف الشهداء والجرحى الفلسطينيين ولا للمدن الفلسطينية التي أجتيحت ودمرت، ولم يتحرك لأن الكيان الصيهوني تمادى في جرائمه ولا لأن قلبه انفطر على الفلسطينيين ... بل لأن فيضاً من البرقيات انهال على السفارات الاميركية محذراً من العواقب".