بات شائعاً القول ان كولن باول وزير الخارجية الاميركي، جاء الى المنطقة ليغير مسار السياسة العربية، كما كانت تنوي ان تعبر عن نفسها في القمة العربية المنتظرة أواخر الشهر الحالي في عمان. وحتى كولن باول نفسه صرح بأنه يأمل في ان تحظى خطته لتعديل العقوبات الاقتصادية على العراق بتأييد الجامعة العربية. ومن المؤكد ان باول طرح الموضوع نفسه مع المسؤولين الاسرائيليين، وتصارح معهم حول المطلوب منهم لإنجاح السياسة الاميركية عربياً. وقد بادر ارييل شارون الى مجاراة باول في طلباته الخاصة بالعراق، وبادر باول الى مجاراة شارون في طلباته الخاصة بالتفاوض مع الفلسطينيين. وتلخص الأوساط الاسرائيلية المطلعة على مجرى محادثات باول، ما نوقش وما اتفق عليه، بالنقاط الآتية: - لاقى إعلان شارون، بأنه لن يدير مفاوضات سياسية تحت النار، القبول من الإدارة الاميركية الجديدة في واشنطن. وهي مثل شارون تتطلع الى تقليص اللهيب ولا تتطلع الى إنهاء النزاع. - شارون يرى في العراق تهديداً أخطر على اسرائيل من ايران... وهو يخشى الميل المتعاظم في الولاياتالمتحدة لإعادة الانفتاح مع ايران، ويعرف ان اسرائيل ستجد صعوبة في منعه. - يعتقد شارون انه مع الرئيس بوش وديك تشيني نائب الرئيس، لا مجال للخوف من عدم الاهتمام الاميركي بالشرق الأوسط، فشركات النفط عزيزة جداً على قلبيهما، وافتتاحيات الصحف الناطقة بلسان شركات النفط تدعو الى إلغاء قوانين العقوبات الاميركية على شركات الطاقة الأوروبية بسبب تعاملها مع العراق، فيما صناعة النفط في الولاياتالمتحدة جائعة للعودة الى السوق في ايرانوالعراق. - ليس صدفة ان كولن باول اقترح في أول زيارة له الى المنطقة، وقف العقوبات الاقتصادية على العراق، والتركيز على حظر السلاح والتكنولوجيا العسكرية، اذ لا يجوز ترك السوق للمنافسين الأوروبيين والروس. وقد أبلغ شارون باول انه يؤيد سياسته تجاه العراق. - التخوف الاساسي الذي يبديه شارون وزملاؤه، هو ان التهدئة التي يطلبها باول من اسرائيل في التعامل مع السلطة الفلسطينية، قد يؤدي الى ان تدفع اسرائيل ثمن الاستقرار، من خلال تنازلات للفلسطينيين، من اجل تمهيد الطريق لبناء تحالف مؤيد للاميركيين ضد العراق، وقد شرح باول ان التهدئة ستكون المساهمة الاسرائيلية في تحقيق أهداف الولاياتالمتحدة، فتجنيد التأييد العربي ضد العراق هو مصلحة اسرائيلية صرفة. - قال باول لشارون: يجب منع انفجار في المناطق الفلسطينية لتستطيع الولاياتالمتحدة ابقاء النظام العراقي في القفص، - وقال باول لشارون: الولاياتالمتحدة مستعدة لتأجيل البحث في مسألتي القدس وحق العودة، وستنصت باهتمام الى الاقتراحات حول التسوية الانتقالية التي اقترحها شارون، ولكنها سترفض توسيع المستوطنات. وهذه المعلومات الاسرائيلية، تطرح تحديات أمام القمة العربية المنتظرة، دفاعاً عن النفس أولاً، وقبل اي حديث عن مواجهة اسرائيل، أو دعم الانتفاضة الفلسطينية، أو تغيير الموقف تجاه العراق. فهل ستدافع القمة عن نفسها؟