حض الرئيس العراقي صدام حسين القيادة الفلسطينية على ألا تعول على الحلول السياسية، وأن تجعل مواجهتها مع اسرائيل طويلة المدى من دون النظر الى التضحيات، منتقداً "بعض العرب الرسميين" الذين "يعملون لوقف الانتفاضة"، وداعياً الى "مطاردة المصالح الاميركية والصهيونية في كل مكان". وأمر صدام مجلس الوزراء الذي يرأسه بأن يقدم طلباً للأمم المتحدة يتضمن استعداد العراق لبيع كميات من نفطه تعود عائداتها للسلطة الفلسطينية. ونقلت "وكالة الانباء العراقية" أمس عن صدام قوله أمام المجلس: "أريد ان ترسلوا مذكرة رسمية الى مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة تقولون فيها اننا نريد اضافة شعب فلسطين الى قائمة مذكرة التفاهم برنامج النفط للغذاء بحيث تدخل حصة لشعب فلسطين من أموالنا، على ان ترسل اليه رسمياً باسم العراق". ونصح صدام الفلسطينيين بأن يعتبروا "أهم شيء هو وحدتهم"، منبهاً القيادة الفلسطينية الى ضرورة "ألا تعلق آمالاً على الحلول السياسية القريبة". وزاد: "من يريد ان يحرر وطنه يجب ان يتحلى بطول النفس وبالصبر العالي، وينبغي ألا توجعه التضحيات". وأشار الى أن العراقيين "دفعوا انهاراً من الدم كي يبقى العراق بكامل سيادته". واعتبر استمرار الفلسطينيين في الانتفاضة "عاملاً لتغييرات في الخريطة السياسية العربية"، وقال: "طالما استمروا في النضال فإن الأنظمة العربية التي لا تؤمن بالطريق القومي، اما ان تسقط وإما أن تتغير" كما لم يوفر الرئىس العراقي في انتقاده الشارع العربي، واعتبر أنه "لم يؤد واجبه بعد، فهو مدعو الى مطاردة المصالح الأميركية والصهيونية في كل مكان". ورأى ان "كل يهودي مهاجر يجب ان يترك أرض فلسطين نهائياً ليعود الى بلده، وعلى العرب ان يشعروا أميركا بأن كل مصالحها في الوطن العربي تبقى على كف عفريت، طالما بقى الكيان الصهيوني موجوداً".